د.مدحت نافع يوضح كيف تعافى الروبل الروسي رغم كل الظروف؟!
بوابة الاقتصاد
قال الدكتور مدحت نافع الخبير الاقتصادي ان كثير من المراقبين يرون أن روسيا تصنع وهم قوة العملة فيما يعرف بعملة Potemkin نسبة الى جريجوري بوتمكن الذي حكم القرم عام ١٧٨٤ وصنع عملة قوية شكلاً لكن لا أحد يريد أن يقتنيها.. أسباب تعافي الروبل كلها مصطنعة بفعل التدخل الحكومي المحفوف بالمخاطر..هناك نوعان من أسباب التعافي الوهمي للروبل:
أولاً : ثقوب في ستار العقوبات على روسيا والتي تمثلت أساساً في استثناء منتجات النفط وخاصة الغاز الطبيعي (منتج التصدير الأهم) من حظر الاستيراد سواء من قبل الغرب الرافض أو دولتي الشرق الكبريتين الصين والهند…
كذلك استثناء حظر روسيا من الاستفادة من أرصدة احتياطيها النقدي المجمّد في بنوك الغرب من مدفوعات خدمة الدين الأمر الذي لولاه لاضطرت روسيا الى تدبير النقد الأجنبي بأي ثمن عن استحقاق موعد السداد…
واضاف ثانياً: قدر هائل من القيود على تدفقات النقد الأجنبي سواء بمنع الأجانب من بيع الأصول المالية أو بإجبار المصدرين على شراء عملة وطنية بنسبة ٨٠٪ من حصيلة التصدير أو بإغراء المواطنين منذ فبراير عشية الحرب على استبدال العملات الصعبة بالروبل للاستفادة من ٢٠٪ سعر فائدة على الروبل..أو بإجبار المستوردين على شراء النفط بالروبل…
وقال ان الشاهد أن فائض ميزان التجارة الروسي في تراجع مستمر منذ عام ٢٠١٨ وبنسبة اقتربت من ٤٥٪ عام ٢٠٢١ الأمر الذي كان ينبغي أن يؤثر سلباً على العملة الوطنية بفرض ثبات العوامل الأخرى ناهيك عن تدهور كافة العوامل بفعل الحرب والعقوبات الدولية وتوقعات المستقبل القاتم باستغناء أوروبا تدريجياً عن امدادات الغاز الروسي .. الأمر الذي ينذر بعجز مزمن في ميزان التجارة الروسي..
واواضح ان خطة الاكتفاء الذاتي الروسي من المحاصيل والسلع الزراعية الأساسية كانت تسير بشكل جيد جداً خاصة بعد أزمة الأمن الغذائي التي واجهت البلاد عقب تفسخ الاتحاد السوفييتي..لكن تبعات الحرب والعقوبات تهدد بتراجع الانتاجية على خلفية انخفاض الطلب العالمي من منتجات روسيا وتراجع واردات روسيا من البذور عالية الانتاجية التي سوف يشملها الحظر..
كذلك الواردات من أجزاء السيارات والحاسبات الآلية والأدوية …وهي أهم واردات روسيا سوف تتأثر بشدة باستثناء وارداتها من الصين طبعاً الأمر الذي يؤثر على جودة الحياة…لكن شيئاً من هذا لا يهم اذا قيدت حرية التعبير.