قصة نجاح تطبيق “زووم”.. كيف حول إيرك يوان “حلم اليقظة” إلى مليارات الدولارات؟
بوابة الاقتصاد
بعد أن أجبرت جائحة انتشار فيروس كورونا ملايين الأشخاص حول العالم للعمل من المنزل، أصبح تطبيق زووم هو الأكثر استخداما للتواصل.
وذلك لما تمتع به تطبيق محادثات الفيديو من سهولة في الاستخدام، ما جعله تطبيق المحادثات الأول على مستوى العالم المستخدم لإدارة الأعمال بين الأفراد والشركات خلال فترات الحجر المنزلي.
وخلف هذا التطبيق، يأتي مبتكره ومؤسس شركته Zoom Video Communications، الصيني “إريك يوان” الذي تعد قصة نجاحه من أبرز القصص الملهمة، بعد أن نجح في تحقيق ثروة تقدر بـ 15 مليار دولار من عمله في مجال التكنولوجيا.
طفولة إيرك يوان مبتكر تطبيق زووم
ولد إريك يوان في مدينة Tai’an التابعة لمحافظة Shandong الصينية في فبراير عام 1970، وكان والدها يعملان كمهندسان في مجال التعدين والمناجم.
هذا النمط من الحياة العملية ألهم إريك لاتخاذ اتجاه مشابه لوالديه، وقد بدأ عمله منذ عمر الرابعة، بجمعه لمخلفات النحاس وبيعها بمقابل مادي.
دراسة إيرك يوان مبتكر تطبيق زووم
التحق إريك بجامعة “شاندونج” الصينية للعلوم والتكنولوجيا، ودرس بها قسمين هما الرياضيات، و علوم الحاسوب.
وبعد حصوله على شهادته الجامعية، اتم دراساته العليا في جماعة الصين للتعدين والتكنولوجيا في مدينة بكين، وتخصص في مجال الهندسة الجيولوجية.
في الوقت نفسه، كانت قد بدأت ترواده فكرة ابتكار منصة لمحادثات الفيديو، لتسهل عليه التواصل مع حبيبته عن بعد، والتي كان تبعد عنه مسافة تستغرق 10 ساعات رحلة بالقطار.
فكان الفضل لارتباط إريك بحبيبته التي كان يرغب في محادثتها بشكل أكثر فعالية ولوقت أطول، في ظهور فكرة تطبيق “زووم”.
حياته المهنية المبكرة
بعد التخرج وإتمام الدراسة، انتقل إريك للعيش في اليابان، لمداومته على برنامج تدريبي، وفي عام 1995 تحديدا، التقى بمؤسس مايكروسوفت بيل جيتس، حين حضر خطبة له عن التطور المرتقب لعالم التكنولوجيا في القرن الـ 21.
اقتنع إريك بما جاء في خطاب جيتس، وأدرك أن ما يطمح له من مستقبله سيتحقق بإنتقاله للولايات المتحدة، وبناء حياة مهنية في وادي السيلكون.
ولتحقيق ذلك استغرق عامين من المحاولات نظرا لأن الانتقال للولايات المتحدة لم يكن بهذه السهولة، قبل أن ينجح في الإنتقال لهناك.
وبعد 8 محاولات فاشلة للحصول على فيزا السفر لأمريكا، نجح في المرة التاسعة، وقوبل طلبه بالقبول، وفور انتقاله للولايات المتحدة، التحق بشركة ناشئة باسم WebEx وعمل بها كمهندس برمجيات.
ومع بلوغه سن الـ 27، كان من أول 20 موظفا يتم تعيينهم في هذه الشركة، على الرغم من عدم اتقانه للحديث باللغة الإنجليزية.
وفي عام 2007، استحوذت شركة Cisco على شركة WebEx، وعاد ذلك على إريك يوان بترقية مرموقة، بأن تم تعيين نائب رئيس شعبة الهندسة لتنسيق التعاون بين الشركتين.
وفي حوار سابق له، أكد إريك أنه لم يحصل على أي دروس مخصصة لتعلم اللغة الإنجليزية إذ كان يقضي وقته يوميا في تطوير نفسه في البرمجة.
تأسيس زووم
في أوخر ايام عمله في شركة Cisco WebEx عرض على رؤسائه فكرة تطوير وصناعة منصة سهلة للمحادثات الافتراضية، غير أنها قوبلت بالرفض، وهذا دفع إريك للتخلي عن وظيفته بهذه الشركة التي استمرت لـ 14 عاما، لتأسيس Zoom Video Communications بنفسه.
وفي عام 2011، لحق نحو 40 مهندس برمجيات بإريك للعمل على تأسيس فكرته انتقلوا من شركة Cisco، وبدأت شركة تطبيق زووم باسم Saasbee Inc.
وواجهت الشركة في بدايتها صعوبات اقتصادية، حتى نجحت في النهاية في الحصول على تمويل بقيمة 3 مليون دولار، من كل من مؤسس شركة WebEx “سوبرا ايار”، و نائب أول رئيس Cisco “دان سكيمان”، و عدد آخر من المستثمرين.
بعد ذلك أعاد إريك تسمية شركته لـ “زووم”، مستوحيا الاسم من كتاب Thacher Hurd للأطفال، الذي طرح باسم Zoom City.
وطرحت نسخة تجريبية أولى من تطبيق زووج عام 2012، خصصت للاستخدام بين طلبة جامعة “ستانفورد”، وبعد عام تم اطلاق التطبيق رسميا في 2013، بعد اكتساب الشركة لتمويل بقيمة 6 ملايين دولار، ومع نهاية العام 2013، وصل عدد مستخدمي زووم لـ مليون مستخدم.
وفي عام 2020 أصبحت شركة زووم واحدة من أنجح شركات التطبيقات في العالم، وجاءت الثالثة على العالم في عام 2020 وحده، بعد جمعها لما يصل لـ 777 مليون دولار أرباح، بزيادة بنسبة 400% عن معدلها الربحي السنوي.
ما تعرفه عن إريك يوان.. المحطات الهامة
استخدم إريك يوان الحب كمصدر إلهامه لتطبيق زووم في أواخر الثمانينيات، قبل وقت طويل من الهواتف الذكية ومكالمات الفيديو سهلة الاستخدام، كان يحلم بطريقة تمكنه حقا من رؤية صديقته.
صمم التطبيق للعمل ويكسب أمواله من خلال بيع تراخيص الشركات بسعر 15.99 جنيهًا إسترلينيا شهريا لكل مضيف، والآن في عصر فيروس كورونا، انتقلت من أداة مكتبية إلى مكان تجمع افتراضي في عصر التباعد الاجتماعي.
جعلت يوان البالغة من العمر 50 عاما أغنى 293 رجل في العالم، يمتلك 20% وارتفعت قيمته أكثر من 4 مليارات دولار منذ أزمة كورونا، إلى ما يقدر بنحو 7.9 مليار دولار.
يمكن تتبع نجاح زووم حتى عام 1987، عندما كان”loveick Yuan” يبلغ 18 عاما ويدرس الرياضيات وعلوم الكمبيوتر في جامعة Shandong.
كان يائسا لرؤية صديقته شيري، التي عاشت على بعد مئات الأميال، وتجول عقله الإبداعي، يقول: “أثناء تحملي رحلة بالقطار لمدة 10 ساعات من الكلية لزيارة صديقتي، سأكون مرهقًا جدًا لأني سأقف نائما وأظل مستيقظا من قبل الركاب المعبئين من حولي، لقد كرهت تلك الرحلات وكنت أتخيل طرقا أخرى يمكنني من خلالها زيارتها دون السفر”.
أضاف: “لذا بدأت زووم “كحلم يقظة متكرر”، وهي طريقة للرؤية والتحدث مع شيري بدون رحلة القطار المعذبة”.