آخر الاخبارمنوعات

هولندا.. وجهة الشركات البريطانية بعد المشهد الفوضوي

بوابة الاقتصاد

آندي باوندز من إيندهوفن
بينما تبحث حكومة المملكة المتحدة عن فرص من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، اكتشفت إحدى المجموعات بالفعل هذه الفرص، أصحاب المستودعات الهولندية.
تضخم تدفق الشركات التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها إلى هولندا حيث تصارع مع اضطراب أحد الحدود الجمركية عبر بحر الشمال.
بنى أكثر من 90 مستثمرا مساحات توزيع أو استأجروها منذ 2017، نصفهم في 2021، وفقا للوكالة الحكومية “إنفيست إن هولند”.
من ضمن هؤلاء المستثمرين شركة هوبو التي تقدم الخدمات اللوجستية لتجار التجزئة عبر الإنترنت. قال مارتن بيش، رئيسها التنفيذي، إن الشركة اضطرت أن تتصرف بعد أن هجرها العملاء مع استمرار مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى آخر لحظة في كانون الأول (ديسمبر) 2020. قال، “لقد فقدنا نحو 10 في المائة من إيراداتنا، التي كانت من عملاء يغادرون المملكة المتحدة إلى أوروبا. لقد كان مشهدا فوضويا”.
قالت حكومة بوريس جونسون مرارا وتكرارا إنها مستعدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2020 دون اتفاقية تجارية في الوقت الذي تتفاوض فيه مع بروكسل. في النهاية، تم إبرام اتفاقية للتجارة تقوم على الإعفاء من الرسوم الجمركية والحصص عشية ليلة الكريسمس. لكن هذا الأمر أدخل ضوابط جمركية وضوابط تتعلق بسلامة الأغذية وضوابط ضريبية بعد فترة انتقالية مدتها عام.
قال بيش، “لم نكن نعرف ماذا نفعل، ولم تكن هناك نصيحة حكومية تقريبا”. أضاف أن كثيرا من الشركات الصغيرة توقفت ببساطة عن إمداد الاتحاد الأوروبي لعدم تمكنها من فهم المعاملات المطلوبة ولقلقها من ممارسة العمل التجاري بشكل غير قانوني.
كانت “هوبو” تتطلع بالفعل لاستئجار مستودع في ألمانيا، لكن كوفيد- 19 والبيروقراطية أخرا العملية. ثم تحولت إلى هولندا وبحلول حزيران (يونيو) 2021، كانت منشأتها في إيندهوفن، بالقرب من الحدود البلجيكية، تعمل بـ40 موظفا.
قال، “إن هولندا مكان رائع لتأسيس شركة. إنهم مستعدون للمساعدة وهم بجوار كثير من الأسواق الرئيسة”.
لدى المستودع الذي تبلغ مساحته 32 ألف متر مربع أكثر من 300 عميل، من ضمنهم عدد متزايد من هولندا. يمكن لشركات المملكة المتحدة إرسال منصة نقالة في وقت واحد، والاحتفاظ بمخزون هناك، بدلا من إرسال أصناف فردية مباشرة من المملكة المتحدة إلى المستهلكين، حيث يتطلب كل صنف استمارة جمركية.
بالنسبة إلى الشركات التي تصدر منتجاتها في الاتحاد الأوروبي، فإن إحضارها إلى المملكة المتحدة لإرسالها مرة أخرى إلى الاتحاد الأوروبي هو أمر أقل منطقية من الناحية التجارية.
كان على شركة سناج، التي تبيع بناطيل إيطالية الصنع وغيرها من الملابس عبر الإنترنت، اتخاذ قرار في تموز (يوليو) 2021 لاستيعاب النمو، بناء مركز توزيع جديد في المملكة المتحدة أو في الاتحاد الأوروبي، الذي يمثل نحو ثلث المبيعات. قال توم مارتن، الرئيس التنفيذي، إنه قرر بناء المركز في الاتحاد الأوروبي. في ذلك الوقت لم يكن هناك اتفاق تجاري ولم يكن أي شيء مضمونا. لقد كان قرارا كبيرا”.
بعد تقييم عدد من الدول، اختارت “سناج” هولندا، ووجدت مستودعا في بلدة فينلو بالقرب من الحدود الألمانية. الممر الممتد من ميناء روتردام في الغرب إلى فينلو في الشرق مزدحم بحركة المرور على الطرق والسكك الحديدية وعلى النهر التي تنقل البضائع من وإلى المستودعات.
قال مارتن، “إن ألمانيا هي أكبر أسواقنا في الاتحاد الأوروبي ويمكننا الآن الشحن إليها في اليوم التالي”.
كان لدى” سناج” خيار في الأماكن، لكن ذلك تقلص مع وصول مزيد من الشركات التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها والشركات الدولية. أصبح التوظيف أيضا مشكلة. نسبة البطالة في هولندا هي 3.4 في المائة فقط.
من الأصعب أيضا توظيف عمال مؤقتين، وهو أمر حيوي في صناعة التجارة الإلكترونية عندما تصل الطلبيات إلى ذروتها قبل الكريسمس. في المملكة المتحدة، يوجد العاملون لدى الوكالات بشكل سريع لكن هولندا تتمتع بمزايا اجتماعية أعلى. “أجور الموظفين الدائمين أعلى 10 في المائة من أجور المملكة المتحدة. لكن تكلفة الموظفين المؤقتين ضعف ذلك”. كما قال مارتن. يغطي أرباب العمل الهولنديون أيضا تكاليف التنقل. لكنه قال إن العمل هناك يظل اقتصاديا.
لطالما كانت هولندا مركزا تجاريا، حيث يوجد فيها أكبر ميناء في أوروبا في روتردام، وتستخدم نهر الراين لنقل المنتجات من وإلى قلب ألمانيا الصناعي.
منذ 2017، تضاعفت مساحة المستودعات في الميناء لتصل إلى أربعة ملايين متر مربع، أو 400 هكتار. قال داني ليفنسوارد، مدير النقل المجزأ للشحنات في الميناء، “هناك طلب كبير، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو أحد العوامل وراء ذلك”. لكنه قال إن كثيرا من الشركات العالمية تريد أيضا “مخزونا احتياطيا” بسبب الاضطرابات في سلاسل التوريد الناجمة عن الجائحة.
كانت روتردام، التي سجلت حركة حاويات قياسية بلغت 15.3 مليون وحدة مكافئة لـ20 قدما في 2021، جاهزة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد رفع مستوى أنظمة المعالجة لديها وتثقيف التجار.
يجب على سائقي الشاحنات ووكلاء الشحن ووكلاء الجمارك التسجيل في بورتبيس، وهي شركة غير ربحية، تقوم بتخليص جميع البضائع مسبقا. عمليات التحقق الوحيدة هي على الأغذية والحيوانات، وعندما ترى الجمارك شيئا مريبا. وقال مارتي فان بيلت، مدير العلاقات التجارية، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي زاد من عبء العمل على الشركة بمقدار الخمس، لكن يمكن إدارته.
“ليست لدينا قوائم انتظار. أطول فترة انتظار هي أربع دقائق، وهو الوقت الذي يتعين فيه على موظفو الجمارك أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون تفتيش شيء ما “.
لكن عدد عملاء المملكة المتحدة انخفض من 367 إلى 300 عميل منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حيث تخلت كثير من شركات الشاحنات عن التسليم إلى الاتحاد الأوروبي بسبب كثرة المعاملات الورقية.
جذبت روتردام 40 استثمارا من شركات لديها عمليات في المملكة المتحدة منذ 2016، كما قال روس فيرميج، عضو مجلس المدينة المسؤول عن الاقتصاد.
توجد خدمة استشارات مخصصة للوافدين باللغة الإنجليزية. يتم الترحيب بالتنفيذيين في الشركات الأجنبية في حفل عشاء على سجادة حمراء كل عام مع العمدة.
يقول بيش من شركة هوبو إن كثيرا من رواد الأعمال البريطانيين تكيفوا الآن مع النظام التجاري الجديد. وافتتح بيش مراكز توزيع في إسبانيا وألمانيا ويتطلع إلى التوسع في هولندا.
يسمح أحدث ابتكاراته لعملاء المملكة المتحدة بإدراج البضائع باليورو على Bol.com، وهو موقع تجارة تجزئة هولندي كبير على الإنترنت، بنقرة واحدة ويعتقد أن مزيدا من الشركات متوسطة الحجم جاهزة لاستئناف التصدير.
قال، “بعد أن يتم تسجيلك في ضريبة القيمة المضافة في الاتحاد الأوروبي فإنك تتخطى بعض الحواجز، لن يكون التصدير إلى هناك معقدا. ولذلك قد تعتقد، حسنا، هذه فرصة كبيرة. دعونا نفعل ذلك بشكل صحيح وعلى نطاق واسع”.

بوابة الاقتصاد
موانيء هولندا بوابة الاقتصاد

زر الذهاب إلى الأعلى