لماذا ترتفع أسعار اللحوم بشكل دائم؟ 
ترتفع أسعار اللحوم بشكل دائم، ولا يمر عام إلا وترتفع فيه ولو حتى بمقدار جنيه واحد، لكن خلال الشهرين الماضيين شهدت أسعار اللحوم قفزات كبيرة، يوضح لكم بوابة الاقتصاد، لماذا ترتفع أسعار اللحوم؟ وما هي الأسباب التي تجعلها ترتفع؟
يعتبر الغلاء في أسعار العلف من أهم العوامل التي تؤثر على أسعار اللحوم في مصر إذ نستورد 70% من احتياجاتنا من العلف، فقد ارتفعت أسعار العلف مؤخرا بنحو 45% حيث زاد سعر علف الصويا بنحو 100 جنيه للطن، وارتفع سعر علف الجلوتوفيد الذي يُستخدم كطعام للمواشي أثناء فترات التسمين أو خلال فترات عدم وجود أغذية نباتيه للمواشي بنحو 400 جنيه بين شهري فبراير ومارس ليصل إجمالي الطن إلى 7650 بدلا من 6650.
وبحسب تقرير لوزارة الزراعة الأمريكية صدر في أكتوبر الماضي عن مصر؛ فإن تكلفة العلف الحيواني للحيوان الواحد تتراوح بين 45 إلى 60 جنيها يوميا، مما يعد عبئا كبيرا على صغار المنتجين، وهنا لا نغفل أن الأسعار المذكورة حدثت فيها قفزة كبيرة عن تلك الواردة في التقرير.
وكذلك كان لغلاء أسعار البنزين أثر في ارتفاع أسعار اللحوم، فزيادة تكلفة النقل تشكل أعباء إضافية حيث بلغ سعر نقل العجل الواحد على سبيل المثال من المنيا إلى القاهرة نحو 250 جنيه بحسب شهادات التجار.
و من العوامل الهامة ايضا اعتماد مصر على اللحوم المستوردة من الخارج، فبحسب الأرقام الرسمية تستورد مصر ما بين 40 إلى 50 % و هو ما يقارب مليونا و مائتي طن سنويا بتكلفة تبلغ نحو 1.7 مليار دولار في عام 2020، استحوذت البرازيل على ما نسبة 26.8%.
وفي ظل الأزمة في توفير العملة الأجنبية، وترويج الحكومة للمشروع القومي لتربية البتلو، قيدت الحكومة بشكل مؤقت استيراد اللحوم البرازيلية والهندية مما تسبب في نقص المعروض في السوق وزيادة سعره، وهو ما يطرح أسئلة حول مدى النجاح في مشروع البتلو الذي تتحدث الحكومة عنه. فبحسب البيانات الحكومية الرسمية الصادرة عام 2021 فقد انخفضت نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء في مصر من ٨٥.٧٪% في عام ٢٠١٢ لتصل إلى ٥٥٪% في عام ٢٠١٩، وهو ما يشير إلى أزمة متفاقمة.
إن حجم الرقعة الزراعية المخصصة للأعلاف بسبب سياسة ترشيد الدولة لاستخدام المياه على خلفية أزمة سد النهضة أدت إلى غلاء سعر العلف وإقلاع صغار المربين عن تربية المواشي، وبالتالي تناقص عدد المواشي. وكذلك يؤدي رفع سعر البنزين إلى زيادة سعر التكلفة على المستهلك.