السكك الحديدية الأوكرانية تفرض قيودا على صادرات السلع الزراعية
بوابة الاقتصاد
قالت شركة إيه.بي.كيه إنفورم للاستشارات، أمس، إن شركة السكك الحديدية الأوكرانية المملوكة للدولة فرضت قيودا مؤقتة على نقل بعض السلع الزراعية من خلال المعابر الحدودية إلى بولندا ورومانيا.
وبحسب “رويترز”، لم تذكر الشركة سببا لفرض القيود.
كانت أوكرانيا، وهي منتج زراعي كبير، تصدر معظم سلعها عادة عبر الموانئ البحرية، لكنها اضطرت منذ بداية الحرب للتصدير بالقطارات عبر حدودها الغربية.
وقالت “إيه.بي.كيه إنفورم” إنه تم فرض قيود على حركة البضائع إلى بولندا عبر ياهودن من 16 حتى 18 نيسان (أبريل). وهناك قيود أيضا على نقل الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات غذائية أخرى عبر إيزوف.
وذكرت شركة الاستشارات، أنه ستكون هناك قيود على تصدير الحبوب والبذور إلى رومانيا عبر معبري دياكوفو وفادول-شيريت ابتداء من 16 نيسان (أبريل) حتى إشعار آخر.
وكانت أوكرانيا تصدر قبل الحرب ما يصل إلى ستة ملايين طن من الحبوب والبذور الزيتية شهريا. وتراجعت الصادرات في آذار (مارس) إلى 200 ألف طن فقط.
يشار إلى أن صندوق النقد والبنك الدوليين، وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، دعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومنسقة بشأن الأمن الغذائي، وحثت الدول على تجنب حظر تصدير المواد الغذائية أو الأسمدة.
ونبه قادة المؤسسات الأربع في بيان مشترك إلى أن الحرب في أوكرانيا تضيف إلى الضغوط الحالية الناجمة عن جائحة كوفيد – 19 وتغير المناخ والصراع، ما يهدد ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
وقالوا، إن الارتفاع الحاد في أسعار السلع الأساسية ونقص الإمدادات زاد الضغط على الأسر.
وأضافوا أن التهديد أكبر بالنسبة لأشد الدول فقرا، لكنه يتزايد بسرعة أيضا في الدول المتوسطة الدخل، التي بها أغلبية فقراء العالم.
في سياق متصل، قال رومان روساكوف، نائب وزير الزراعة الأوكراني، “إن صادرات بلاده من الذرة قد تتراجع إلى 17 مليون طن في 2021 – 2022 انخفاضا من 23.1 مليون في العام السابق بما يعكس أثر التدخل الروسي”.
وأضاف روساكوف، أن “صادرات زيت دوار الشمس في الفترة ذاتها قد تتراجع إلى 3.4 مليون طن من 5.3 مليون”.
وأوكرانيا أكبر منتج ومصدر لزيت دوار الشمس في العالم، وقال منتجون قبل الحرب، “إن الصادرات قد تصل في موسم 2021 – 2022 إلى 6.6 مليون طن”.
وذكرت شركة الاستشارات الزراعية إيه.بي.كيه-إنفورم، أن أسعار تصدير الذرة الأوكرانية تراجعت بسبب الطلب المحدود والمخزونات الكبيرة، التي لا يمكن تصديرها إلا عن طريق السكك الحديدية عبر الحدود الغربية لأوكرانيا بسبب التدخل الروسي.
واعتادت أوكرانيا، أحد أكبر موردي الحبوب في العالم، على شحن معظم سلعها الزراعية عبر موانئ البحر الأسود، لكن مع اندلاع الحرب على امتداد سواحلها تدافع التجار لنقل مزيد من الحبوب عن طريق السكك الحديدية.
وأضافت “إيه.بي.كيه-إنفورم”، أن “أسعار الذرة تسليم نيسان (أبريل) إلى أيار (مايو) راوحت بين 240 و250 دولارا للطن للتسليم على الحدود البولندية، بانخفاض يصل إلى 15 دولارا للطن عن أسعار الأسبوع السابق”.
وقال المسؤولون الأوكرانيون، “إن مخزون الذرة في البلاد بلغ نحو 13 مليون طن في نهاية آذار (مارس)، مع تصدير 300 ألف طن فقط من الحبوب خلال الشهر”.
وقال تاراس فيسوتسكي وهو نائب آخر لوزير الزراعة الأوكراني لمؤتمر في براغ، “إن أوكرانيا يمكنها أن تصدر مليوني طن من القمح فيما تبقى من الموسم الحالي، الذي يستمر حتى نهاية حزيران (يونيو)”.
لكنه لم يقدم توقعا لإجمالي صادرات القمح في 2021 – 2022 بما يمكن مقارنته بإجمالي العام السابق.
ويأتي ذلك بعد توقعات “جمعية الحبوب الأوكرانية” أن يتراجع إنتاج المحاصيل الأوكرانية من القمح والذرة لهذا العام.
ونقلت وكالة “بلومبيرج” للأنباء عن الجمعية توقعها أن يتراجع محصول القمح 45 في المائة ليصل إلى 18.2 مليون طن، مع احتمال وصول الصادرات إلى عشرة ملايين طن في الموسم المقبل.
وتوقعت أن يتراجع محصول الشعير 40 في المائة إلى 6.2 مليون طن، والصادرات إلى مليوني طن في الموسم المقبل.
وأشارت تقديرات الجمعية إلى احتمال تراجع محصول بذور دوار الشمس 42 في المائة إلى 9.8 مليون طن. ولفتت إلى أن إجمالي صادرات الحبوب والبذور الزيتية قد يصل إلى 35 مليون طن في الموسم المقبل إذا تمكنت أوكرانيا من توسيع طرق صادراتها، بعد عرقلة الموانئ.
وأشارت إلى أن البلاد يمكنها حاليا تصدير 600 ألف طن من المحاصيل شهريا عبر طرق بديلة، ويمكنها زيادة هذه الكمية إلى مليوني طن.