“سيتي غروب” تسلك طريقها نحو العودة إلى السعودية
بوابة الاقتصاد
المجموعة تخطط لتعميق نشاطها عبر التقدم بطلب للحصول على تصريح مصرفي كامل
تخطط مجموعة “سيتي غروب”، للتقدم بطلب الحصول على رخصة مصرفية كاملة في السعودية لتعزيز أنشطته فيها، بحسب ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.
وأضافت “وول ستريت جورنال”، أن المجموعة تخطط الآن لتعميق نشاطها عبر التقدم بطلب للحصول على تصريح مصرفي كامل، وهذا من شأنه أن يضعها على قدم المساواة مع المنافسين مثل “جيه بي مورغان تشيس” في تقديم الخدمات المصرفية والمدفوعات للشركات الدولية في السعودية ويمكن أن يؤدي إلى أعمال مربحة مع أكبر المؤسسات في أكبر اقتصاد عربي.
وبعد عقدين من الزمان، سلك ثالث أكبر بنك أميركي خطوة في طريق العودة للسعودية مرة أخرى كواحد من المقرضين الأجانب الذين يساعدون في تحديث الاقتصاد الغني بالنفط.
ووجهت مجموعة “سيتي غروب”، وهي إحدى أكبر شركات الخدمات المالية الأميركية، المشورة إلى شركة أرامكو بشأن إدراجها الذي بلغت قيمته 29.4 مليار دولار في 2019، وكان أكبر طرح عام أولي في العالم، فضلاً عن عديد من صفقات السندات السيادية والتجارية.
وحصلت “سيتي غروب” على رخصة للعمل في أسواق رأس المال السعودية في 2017، ما سمح لها بالعودة إليها في 2018 بعد غياب دام 13 عاماً، ووظفت موظفين محليين وفتحت مكتباً آنذاك.
بيئة الأعمال القوية
وفق ما أفادت به صحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن طريق عودة المجموعة يقدم لمحة عن بيئة الأعمال القوية في هذا البلد العضو في مجموعة العشرين وكيف في ظل الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي لاقت الثناء.
وعملت الرياض لجذب الاستثمار الأجنبي، وتحول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى صناعة الخدمات المالية لضخ رأس المال في اقتصاده.
بالنسبة لـ “سيتي غروب”، تمثل السعودية سوقاً ساخناً، وبالفعل، قدمت المشورة العام الماضي بشأن إدراج شركة “أكوا باور”، أكبر شركة للطاقة المتجددة في البلاد بقيمة 1.2 مليار دولار، وبيع حصة في البورصة بقيمة مليار دولار.
كان المصرف مديراً للدفاتر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي لبيع حصة 3.2 مليار دولار في شركة الاتصالات السعودية من قبل صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة السيادية السعودي) وقدم المشورة للصندوق بشأن صفقة استحواذ بقيمة 380 مليون دولار على نادي كرة القدم الإنجليزي نيوكاسل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الصفقات.
وقادت الرئيسة التنفيذية لـ “سيتي غروب” جين فريزر، وفداً إلى السعودية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي للقاء المسؤولين والهيئات التنظيمية.
صفقات خصخصة بمليارات الدولارات
وتأمل “سيتي غروب” أن يؤدي انتعاش أعمالها في السعودية إلى جعلها تستفيد من صفقات خصخصة لأصول حكومية بمليارات الدولارات، وأصبح صندوق الثروة السيادية الذي تبلغ قيمته 500 مليار دولار أكثر نشاطاً في الخارج، وتتطلع أكبر شركاتها إلى التوسع في الخارج. كما تواصل الحكومة استكشاف مبيعات أصول أرامكو، أكبر شركة نفط في العالم. قلة من الأسواق الناشئة على مستوى العالم تقدم لـ “سيتي غروب” مثل هذه المجموعة الشاملة من الرسوم المحتملة.
وتتوافق هذه الجهود مع استراتيجية جديدة قدمتها الرئيسة التنفيذية جين فريزر، التي أعلنت العام الماضي أن “سيتي غروب” ستبيع أصولاً مصرفية للأفراد غير مربحة وتركز على الخدمات المصرفية الاستثمارية وإدارة الحسابات المصرفية للشركات وثروة الأفراد الأثرياء. سيسمح الترخيص المصرفي لـ “سيتي غروب” بتلقي الودائع من الشركات داخل السعودية وإدارة أموالها وتقديم مدفوعات محلية.
وقالت مديرة عمليات الأسواق الناشئة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى “سيتي غروب”، إيبرو باكان، إن الطلب المتزايد في السعودية على المشورة المالية ساعد البنك في التغلب على تأثير خروجه المتسرع. مضيفة “سيتجاوز الناس ذلك لأنهم بحاجة إلى مواصلة التفكير في كيفية تطورهم”.
ودعا الأمير محمد بن سلمان، متحدثاً في مؤتمر للاستثمار العام الماضي، البنوك الأجنبية لضخ رؤوس الأموال في الاقتصاد السعودي.
منافسة شرسة
مع ذلك، يواجه البنك منافسة شرسة أصدر المنظمون تراخيص مصرفية كاملة في السنوات الأخيرة إلى ستاندرد تشارترد وكريدي سويس. يعمل بنك جيه بي مورغان ومورغان ستانلي على زيادة عدد الموظفين، كما قام “إتش إس بي سي هولدينغ” في السنوات الأخيرة بدور خاص في السعودية.
ويقوم نموذج أعمال “سيتي غروب” على خدمة الشركات المتعددة الجنسيات عالميا، علاوة على جلب فرص في السوق المحلية للمستثمرين العالميين.
وتتوسع المؤسسات المالية الغربية في السعودية منذ أن كشفت الحكومة عن خطط لخصخصة أصول مملوكة للدولة وتبنت إصلاحات في إطار استراتيجية اقتصادية لخفض الاعتماد على النفط.
ومن عام 2017 إلى عام 2021، حقق بنك “جيه بي مورغان” أكبر عائدات مصرفية استثمارية في السعودية، بقيمة 143 مليون دولار، يليه عن كثب “إتش إس بي سي”، ثم “سيتي” بقيمة 134 مليون دولار، وفقاً لبيانات شركة “ديلوجيك” لبرمجيات الخدمات المالية.
ربما كانت “سيتي غروب” رسمياً في وقت غير مرغوب فيها في بعض الدوائر السعودية، لكن ذلك لم يمنعها من إقراض المال، لقد كانت أحد البنوك العديدة التي أعدت قروضا بقيمة 10 مليارات دولار في عام 2016 ثم نسقت إصدار السندات السيادية الدولية لأول مرة في السعودية.
في علامة على جديتها، أوفدت “سيتي غروب” رئيسها لأسواق رأس المال العالمية من نيويورك للانضمام إلى الحملة الترويجية للمبيعات مع المستثمرين المحتملين. ساعدت هذا الصفقات في تبديد الشكوك بين المسؤولين السعوديين حول التزام البنك تجاه الرياض.