الأسهم الأوروبية تغلق الأربعاء متراجعة وسط مخاوف على النمو
بوابة الاقتصاد
هبطت سوق الأسهم الأوروبية، الأربعاء بينما يصارع المستثمرون مخاوف مزدوجة تتمثل في زيادات نشطة في أسعار الفائدة الأمريكية من المحتمل أن تلحق ضررا بالنمو وعقوبات غربية إضافية على روسيا تخاطر بإذكاء التضخم.
وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضا 1.5 بالمئة، مسجلا أسوأ يوم له في حوالي شهر ومرتدا عن ثلاث جلسات متتالية من المكاسب.
تراجع الأسهم الأوروبية
وجاءت أسهم التكنولوجيا وشركات السياحة والسفر بين أكبر الخاسرين.
وتضررت السوق أيضا من مخاوف بشأن النمو بعد أن أظهرت بيانات أن طلبيات المصانع في ألمانيا هبطت بأكثر من المتوقع في فبراير مع تراجع الطلب من الخارج.
وواجهت صناديق الأسهم الأوروبية أول شهر لنزوح التدفقات في عامين الشهر الماضي مع تضرر آفاق نمو الأرباح هذا العام من الحرب في أوكرانيا والزيادات الحادة في أسعار الطاقة.
واستمر التوتر الذي يحيط بانتخابات الرئاسة المرتقبة في فرنسا في التأثير سلبا على المستثمرين، مما دفع الأسهم الفرنسية للهبوط 2.2 بالمئة بعد أن شهدت أسوأ جلسة لها في حوالي شهر يوم الثلاثاء.
تصريحات «الاحتياطي»
وأكدت محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي لايل برينارد ورئيسة بنك الاحتياطي الاتحادي في سان فرانسيسكو ماري دالي التزام البنك المركزي بمحاربة التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة.
وقالت برينارد خلال ندوة افتراضية للمجلس: «من الأهمية بمكان خفض التضخم، وعليه، ستواصل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، التي تحدد أسعار الفائدة، تشديد السياسة النقدية بشكل منهجي من خلال سلسلة من الزيادات في أسعار الفائدة، والبدء في خفض الأصول التي يحتفظ بها البنك في ميزانيته العمومية بوتيرة سريعة بمجرد اجتماعنا في مايو المقبل».
و اعتبرت دالي أن رفع الأسعار أمرٌ ضروري، وعلينا ألا نقلق فيما إذا كانت سترتفع مرة أخرى أم لا.
وفي وقت لاحق من نفس اليوم، قالت دالي إن التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوى في 40 عاماً ضارٌ تماماً مثل عدم الحصول على وظيفة. مشيرة إلى أن أسعار الفائدة الصعودية لن تؤدي إلى ركود.
وقالت دالي، إن زيادات أسعار الفائدة الهادفة لخفض التضخم ستبطئ النمو الاقتصادي لكنها لن تدفع الاقتصاد الأمريكي إلى الركود.
وأضافت أن البنك المركزي الأمريكي يمضي في مسار نحو زيادات في أسعار الفائدة. وأبلغت دالي اجتماعاً في سياتل أنها لا تتوقع تباطؤاً كبيراً في الاقتصاد الأمريكي بسبب ارتفاع أسعار النفط.
وقالت أيضاً إن مجلس الاحتياطي الاتحادي قد يبدأ خفض ميزانيته العمومية في وقت مبكر ربما في اجتماعه في مايو.
وأضافت أنها لا تتوقع أن الاقتصاد الأمريكي سيسقط في الركود، مضيفة أن النمو سيتباطأ لكنها تتوقع أن التباطؤ سيستمر فترة قصيرة.
وقالت دالي «أنا لا أتوقع أننا سنسقط في الركود»، مشيرة إلى أنه يوجد الكثير من «الزخم» في الاقتصاد.
رفع الفائدة الأوروبية
كذلك، قال رئيس البنك المركزي البلجيكي بيير وونش إن البنك المركزي الأوروبي قد يرفع أسعار الفائدة لتعود إلى الصفر هذا العام لمكافحة تضخم مرتفع، منضماً بذلك إلى مجموعة من صانعي السياسة النقدية يتحدثون علناً الآن عن زيادة للفائدة.
ويبقي المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة في المنطقة السلبية منذ عام 2014 ولم يرفعها في أكثر من عشر سنوات، لكن قفزة في التضخم تجعل الآن زيادة في معدل فائدة الإيداع البالغ ناقص 0.5 في المئة موضوعاً مثار نقاش بشكل متزايد.
وقال وونش في مقابلة صحفية «استناداً إلى التوقعات الحالية، فإنه مع نمو اقتصادي إيجابي، فإننا سنرفع أسعار الفائدة إلى صفر بحلول نهاية العام… بالنسبة لي فإنها فعلاً مسألة لا تحتاج لتفكير كبير».
«لكن أجد لزاماً علي أن أقول إنه حتى داخل البنك المركزي الأوروبي فإنه لا يوجد نقاش حول زيادة أسعار الفائدة».
وسجل التضخم في منطقة اليورو مستوى قياسياً مرتفعاً عند 7.5 في المئة الشهر الماضي بفعل زيادات حادة في أسعار النفط، لكن بعض صانعي السياسات ما زالوا يجادلون بأن نمو الأسعار قد يتراجع عن مستوى 2 في المئة الذي يستهدفه المركزي الأوروبي في الأجل المتوسط.
وقال وونش أيضاً إن أسعار الفائدة قد تصل في نهاية المطاف إلى ذروة عند 1.5 في المئة أو 2 في المئة، فوق مستوى واحد في المئة الذي تتوقعه الأسواق.