الوزراء: توقعات بزيادة الطلب المحلى على المنتجات النهائية للمنسوجات الذكية فى مصر
توقع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وجود فرص استثمار في صناعة “المنسوجات التقنية” المتمثلة في المواد الخام: خيوط وأقمشة الألياف الزجاجية وأقمشة غير منسوجة مثل “البوليمر”.
جاء ذلك في التقرير المعلوماتي الذي نشره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، حول مستقبل صناعة المنسوجات الذكية عالميًّا ومحليًّا تناول خلاله مفهوم المنسوجات الذكية، ودور الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في صناعة المنسوجات الذكية.
وأشار التقرير إلى احتمالية زيادة الطلب المحلي على المنتجات النهائية للمنسوجات الذكية في مصر “منتجات الصحة والسلامة الشخصية، وأحزمة الأمان، والوسائد الهوائية، ومقاعد السيارات والسجاد، ومستلزمات المحلات الرياضية، والاستصلاح الزراعي والبنية التحتية ومشروعات البناء”، والتي تذهب مباشرة إلى مستهلكي المنتجات النهائية.
وأوضح أن المنسوجات الذكية المستخدمة في مجال النقل (Mobiltech) تستحوذ على أكبر شريحة في السوق العالمية بقيمة 42 مليار دولار أمريكي وحصة تمثل 22% من السوق العالمية، تليها مجالات الصناعة (Indutech) والرياضة (Sportech) بقيمة 30 مليار دولار أمريكي (16%) و27 مليار دولار أمريكي 14% على التوالي، أي تمثل هذه الفئات الثلاث نحو 52% من إجمالي سوق المنسوجات الذكية، وتمثل المنسوجات الذكية المنتجة باستخدام الأقمشة المنسوجة/ المحبوكة نحو (60 %)، وهو أعلى بكثير من الأقمشة غير المنسوجة أو المُكونة مزيجًا من الاثنين (%20 لكل منهما)، وأشار إلى إنه وفقًا لتوقعات جامعة كامبريدج، فمن المتوقع أن تصل سوق المنتجات القابلة للارتداء التي تستخدم المنسوجات الذكية إلى 70 مليار دولار أمريكي في عام 2022.
ويأتي إجمالي السوق العالمية للمنسوجات الذكية ما بين (190-200) مليار دولار أمريكي في عام 2020 وتمثل قيمتها السوقية 27% من إجمالي سوق المنسوجات في العالم، وتستهلك 22% من إجمالي الألياف على مستوى العالم، كما يبلغ معدل نمو المنسوجات الذكية عالميًّا نسبة 4.6% خلال العام مقارنة بـ 1% معدل نمو المنسوجات التقليدية، ومن المتوقع نموها بشكل سريع بنسبة ارتفاع 16% خلال السنوات الثلاث المقبلة لتصل إلى 220 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025، إضافة إلى تجاوز معدل نمو صناعة المنسوجات الذكية بـ 400% مقارنة بنمو صناعة المنسوجات التقليدية خلال الفترة الأخيرة.
وتناول تقرير المركز تأثير جائحة كورونا على صناعة المنسوجات الذكية، خاصةً في عامي 2020 و2021؛ حيث أجبرت الجائحة الشركات على تبني ممارسات العمل عن بُعد، الأمر الذي أدى إلى فرض عمليات الإغلاق في جميع الدول الكبرى للحد من انتشاره؛ مما أدى إلى تعطيل سلسلة التوريد ووقف أنشطة التصنيع، ومن ثَم تأخير الإنتاج، وعلى الرغم من عمل نسبة كبيرة من سكان العالم من المنزل والقيام بأداء أنشطة اللياقة البدنية في الداخل، فإن الطلب قد ازداد على الملابس والملحقات الرياضية واللياقة البدنية المدمجة مع التطبيقات الذكية وأجهزة الاستشعار التي يمكنها مراقبة معدل ضربات القلب ومستوى الأكسجين، وهو ما سيعزز نمو سوق المنسوجات الذكية.
وأبرز التقرير التحديات الرئيسة التي تواجه تقنية المنسوجات الذكية، حيث يُعَد الافتقار إلى المعايير واللوائح بمثابة قيد رئيسي لنمو السوق؛ كذلك فمن الممكن أن يشكل إنتاج المنسوجات الذكية مخاطر بيئية وصحية خطيرة؛ فبعض العمليات الرئيسة لصناعة النسيج، مثل “التبييض، والصباغة، والتحييد، والتجفيف، والطباعة، والتشطيب” تؤدي إلى تصريف نفايات سائلة عالية المستوى؛ مما يسبب تلوث التربة، فضلًا عن تلوث الهواء والمياه الجوفية والمياه السطحية. وبالتالي، فإن وضع معايير بيئية يُعَد ضروريًّا للسيطرة على التلوث الناتج عن صناعة النسيج والجلود، ومراعاة متطلبات تطوير المنتج بداية من التصميم إلى الإنتاج، كما يبرز تحدي أخر وهو عدم كفاية التخصصات الحالية لمواكبة صناعة المنسوجات الذكية؛ حيث تتطلب تكنولوجيا المنسوجات والهندسة الكهربائية وتكنولوجيا المعلومات إلى التخصصات المختلفة، لذا فمن الضروري توفُّر مزيج من الكفاءات متعددة التخصصات، وتوضيح التقسيم المناسب للخطوات الفرعية في صناعة المنسوجات الذكية.
وأكد مركز المعلومات- في نهاية تقريره- أن الألياف والمنسوجات الذكية وتطبيقاتها تُعد مجال بحثا مهما في مجال المنسوجات والملابس، بالإضافة إلى أهميتها في اتجاهات تنمية المستقبل، وعلى الرغم من كونها لا تزال صناعة ناشئة، ولم تنضج بالكامل بعد، إلا أنها مع تقدم العلم والتكنولوجيا وجهود العاملين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، سوف تتطور هذه الصناعة في مصر.