“شل” تفشل في شراء الغاز الروسي.. عقوبات “بوتين” المضادة
بوابة الاقتصاد
قال المتحدث باسم الكرملين إن عدم قدرة عملاق النفط “شل” على شراء الغاز الروسي ليست سوى أثر جانبي لسياسات لندن ضد بلاده.
وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوكالة أنباء “تاس”، “تريد لندن أن تتزعم كل شيء مناهض لروسيا، حتى أنها تريد أن تسبق واشنطن (في هذه المسألة). حسنا، هذه هي الآثار الجانبية”، وذلك في معرض التعليق على فرض المملكة المتحدة عقوبات على مصرف جازبروم، على عكس دول الاتحاد الأوروبي، وهي غير قادرة الآن على دفع ثمن الغاز الروسي حتى بالروبل.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد طلب، الأسبوع الماضي، تحويل مدفوعات إمدادات الغاز من “الدول غير الصديقة” إلى الروبل. كما كلف الحكومة بمنح جازبروم تعليمات بشأن تعديل العقود الحالية.
وذكرت وكالة “بلومبيرج” للأنباء أمس الجمعة 1 أبريل 2022، أنه من المرجح عدم استطاعة “شل” دفع ثمن الغاز الروسي الشهر الجاري، بسبب فرض عقوبات على مصرف جازبروم.
في وقت سابق، دافعت شركة شل، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، عن قرارها باستمرار شراء النفط الخام الروسي، على الرغم من غزو روسيا لأوكرانيا.
وأصدرت شركة النفط العملاقة بيانا، وصفت فيه قرارها بشراء الوقود بسعر مخفض بأنه قرار “صعب”.
وأكدت أنها اشترت شحنة من النفط الخام الروسي يوم الجمعة لكن “ليس لديها بديل آخر”.
وانتقد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قرار شركة شل، متسائلا على تويتر: “ألا يمكنك أن تشم رائحة الدم الأوكراني في النفط الروسي؟”.
وفي 31 مارس/آذار الماضي، وقع بوتين مرسوما بشأن قواعد تجارة الغاز مع الدول غير الصديقة، والذي ينص على نظام جديد لدفع ثمن العقود.
وهددت روسيا بوقف توريد الغاز ما لم يتم السداد بالروبل. وسوف يساعد السداد بالروبل على تعزيز قيمة العملة الروسية. ولكن الغرب عارض المطلب الخاص بالسداد بالروبل.
وكانت جازبروم أعلنت في بيان، نقلته وكالة بلومبيرج، إنه تم يوم الجمعة 1 أبريل إرسال إخطارات إلى العملاء حول كيفية الدفع بالروبل الروسي لمشتريات الغاز.
وأعلن الكرملين الخميس 31 مارس 2022 أنه سيتعين على الدول الأوروبية التي تشتري الغاز من روسيا فتح حسابين، أحدهما باليورو والآخر بالروبل، حيث سيكون مصرف جازبروم مسؤولا عن تحويل العملات الأجنبية.
وبدأ سريان الإجراء الجديد لسداد المشترين من الدول غير الصديقة ثمن الغاز في خط الأنابيب الروسي بالروبل أمس الجمعة.
الاستهداف البريطاني
ونجا “جازبروم بنك Gazprombank” من العقوبات الأشد المفروضة على روسيا، بسبب عمليتها العسكرية المستمرة في أوكرانيا، أما سبب ذلك فيتضح من خطة بوتين للحصول على أموال بعملة الروبل مقابل الإبقاء على تدفق الغاز.
بوتين ومعركة العقوبات.. يوسع “القائمة السوداء” ويشعل “حرب الغاز”
وقَّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمراً يوجّه المشترين الأجانب لفتح حسابات خاصة في “جازبروم بنك” الذي تسيطر عليه الدولة، يسمح لهم بتحويل العملات الأجنبية إلى الروبل في التسويات، سيكون هذا المطلب أمام الشركات الراغبة في الحصول على الغاز الروسي.
تعزز هذه الخطوة دور “جازبروم” المحوري في تسليم الطاقة الحيوية لدول مثل ألمانيا وإيطاليا، وتحمي ثالث أكبر مصرف روسي من العقوبات الأقسى، في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي وحلفاؤه إلى عزل الصناعة المالية في البلاد.
استُبعدت سبعة بنوك روسية من نظام “سويفت” للمدفوعات في وقت سابق من هذا الشهر، ولكنَّ الغائبَين البارزَين كانا “سبيربنك أوف روسيا” (Sberbank of Russia) بعملائه من الأفراد الذين يصل عددهم إلى 100 مليون، و”جازبروم بنك” بعملائه البالغ عددهم 5 ملايين فقط.
أثناء التخطيط للرد على أي خطوة عسكرية روسية تجاه أوكرانيا؛ اتفق الحلفاء الغربيون منذ أشهر على تجنيب “جازبروم بنك” أي عقوبات، وذلك ضمن قرار لحماية معاملات الطاقة من الإجراءات التقييدية. وقد قاومت دول عدة، بما فيها ألمانيا، الجهود لتوسيع نطاق العقوبات على قطاع الطاقة الروسي.
قد تكون خطة الروبل الروسية وسيلة لتأمين ثبات الموقف عند هذا الحد، إلا أنَّ بريطانيا أعلنت الأسبوع الماضي عن تجميد أصول في “جازبروم بنك” أثناء تصعيدها للعقوبات الروسية. ومع ذلك؛ تحصل بريطانيا على حوالي 4% فقط من الغاز من روسيا، مقابل النصف لألمانيا.
قالت كاتيا يافيمافا، الباحثة الأولى والزميلة في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، إنَّ أحد الأسباب المحتملة لطلب الروبل، يعود إلى “أنَّ روسيا أرادت أن توضّح لأوروبا أنَّ الغاز سيتدفق إلى أوروبا طالما لم يتم إخضاع (جازبروم بنك) للعقوبات، ويتم الدفع في حساب شركة (جازبروم) لدى مصرف (جازبروم بنك)”.