آخر الاخبارسياسة

ثقة الأعمال في بريطانيا تتعرض لانهيار درامي .. أدنى مستوى منذ 17 شهرا

بوابة الاقتصاد

أظهر استطلاع للرأي تراجع ثقة الأعمال في بريطانيا إلى أدنى مستوياتها خلال 17 شهرا، بعدما أعلنت روسيا الحرب في أوكرانيا، وأوقفت الكثير من الشركات مشاريعها الاستثمارية.
وكشف الاستطلاع الذي أجراه معهد المديرين البريطاني “إنستيتيوت أوف ديركتورز”، وشمل مجموعة من كبار المسؤولين التنفيذيين في البلاد، أن أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع أعربوا عن تشاؤمهم حيال أوضاع الاقتصاد البريطاني خلال العام المقبل.
وذكرت نسبة مماثلة أنهم يستعدون لارتفاع معدل التضخم بأكثر من 6 في المائة، بحلول نهاية 2022. وفي ظل ارتفاع تكاليف الطاقة والزيادة الضريبية التي ستسري على الشركات اعتبارا من الشهر الجاري، أعرب ربع المشاركين في الاستطلاع عن اعتزامهم خفض الاستثمارات.
توقع عدد قليل من المشاركين في الاستطلاع ارتفاع الرواتب ومعدلات التوظيف، وهما من مؤشرات تخفيف الضغوط على سوق العمل.
ونقلت وكالة بلومبيرج للأنباء عن كيتي آشر، كبيرة خبراء الاقتصاد بمعهد المديرين البريطاني، قولها إن “الشركات تعرضت لانهيار درامي في الثقة في اعقاب غزو أوكرانيا”، مضيفة أن “ارتفاع أسعار الطاقة والسلع علاوة على ارتفاع ضريبة التوظيف قد تسببا في شيوع مناخ عام من الغموض العميق، الذي أصبح له الآن تأثير اقتصادي حقيقي”.
وأجري الاستطلاع خلال الفترة ما بين 11 و28 آذار (مارس) الماضي وشمل 689 من كبار رجال الأعمال في بريطانيا.
ورغم ذلك سجل الاقتصاد البريطاني نموا أكبر من المتوقع في نهاية العام الماضي، ما يظهر مرونته في ظل تفشي متحور أوميكرون.
وأوضح مكتب الإحصاء الوطني في بيان، أن إجمالي الناتج المحلي نما 1.3 في المائة، خلال الربع الرابع. وكان المحللون قد توقعوا ارتفاع الناتج المحلي 1 في المائة.
وسجل قطاع الخدمات نموا بوتيرة أسرع من تقديرات مكتب الإحصاء السابقة، كما ارتفعت الصادرات أكبر.
أظهرت البيانات أن انهيار الاقتصاد خلال ذروة جائحة كورونا لم يكن سيئا مثل التوقعات السابقة، وقد انخفض إجمالي الناتج المحلي 9.3 في المائة، خلال 2020، مقارنة بالتوقعات السابقة بانخفاضه 9.4 في المائة.
وفي سياق الشأن البريطاني، أرخت الأزمة الاقتصادية بثقلها على طبق “السمك والبطاطا المقلية” المعروف بالـ”فيش أند تشيبس”، وهو من الاطباق الشعبية الرخيصة في بريطانيا، رغم أنه صمد في وجه أزمات أخرى من بينها جائحة كوفيد – 19 وبريكست.
وليست بام ساندهو، صاحبة مطعم “كابتنز” الواقع في برايتون على الساحل الجنوبي لبريطانيا، من الأشخاص الذين يشتكون. لكن ثلاجات متجرها تبدو فارغة من السمك الأبيض الذي يقدم إلى جانب البطاطا المقلية كما جرت العادة.
وتقول “لم تعد تصلنا الأسماك أو بالكاد يصل القليل منها مع اندلاع الحرب في أوكرانيا”، مضيفة أن “الأسعار تضاعفت منذ العام الماضي”. وتشعر ساندهو بالقلق إزاء ما إذا كانت ستتلقى كميات من السمك تكفي لتقديم أطباق حتى نهاية عطلة الأسبوع.
وتحضر ساندهو “السمك والبطاطا المقلية” منذ ثلاثين عاما، وفي الأغلب ما تعمل طوال أيام الأسبوع، وتؤكد أنها لم تواجه من قبل مشكلات في الإمدادات، أو ارتفاعا مماثلا في التكاليف.
واشترت مطعمها في برايتون الذي يطل على البحر قبل ثلاثة أعوام، وبينما كانت تعتزم افتتاحه في آذار (مارس) 2020، تأخر إطلاق المشروع بسبب الجائحة، ثم تعين عليها مواجهة التضخم الحاصل في الأسعار والحرب في أوكرانيا خلال الآونة الأخيرة فضلا عن العقوبات المفروضة على روسيا.
ويوضح أندرو كروك رئيس الاتحاد الوطني لبائعي الأسماك المقلية أن روسيا تزود السوق عادة ما يراوح بين 30 و40 في المائة من الأسماك (سمك القد والحدوق بشكل رئيس) التي تقدم في أطباق “السمك والبطاطا المقلية” في بريطانيا. أما أوكرانيا فتمثل أكبر مصدر في العالم لزيت دوار الشمس المستخدم في القلي وتشير بام إلى نقص في الزيت.
وفرضت لندن منتصف آذار (مارس) رسما جمركيا 35 في المائة على الأسماك البيضاء الروسية، ما أسهم في زيادة المخاوف إذ إن طبق “السمك والبطاطا المقلية” يواجه أصلا ارتفاعا في أسعار الغاز، ما يمثل مصدر قلق لبام.
ويعود تاريخ الطبق الشعبي إلى ستينيات القرن الفائت إذ كان يقدم على أوراق صحف، ويتألف من شرائح سمك أبيض مقلي إلى جانب البطاطا المقلية، وتقدم إلى جانبها أحيانا البازلاء المهروسة وصلصة التارتار.
ويقول أندرو كروك لوكالة فرانس برس “لطالما عد طبق السمك والبطاطا المقلية وجبة رخيصة، وكانت هوامش ربحنا دائما منخفضة، ونعمل في الوقت نفسه على زيادة حجم الطبق”، مضيفا “للأسف، مع الارتفاع الذي تشهده الأسعار، تصعب حماية هوامش الربح، فقد قضي عليها”.
وزاد كروك، وهو صاحب مطعم يقدم طبق الـ”سمك والبطاطا المقلية” في لانكاشير شمال غرب بريطانيا، 50 بنسا (0.5 دولار) على سعر الطبق البالغ حاليا 8.5 جنيه استرليني.
ويوضح أن الأسماك أصبحت باهظة الثمن لدرجة أن عددا من القوارب البريطانية لم يعد يشغل لصيدها “بسبب سعر الوقود”.
ويشير كذلك إلى أن الضريبة على القيمة المضافة ستعود إلى 20 في المائة في نيسان (أبريل)، بعدما كانت خفضت إلى 12.5 في المائة في فترة الجائحة.
قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، كان كروك يعد أن من بين نحو عشرة آلاف مطعم يقدم “السمك والبطاطا المقلية” في المملكة المتحدة، يواجه ثلاثة آلاف منها خطر الإقفال في الأعوام الخمسة المقبلة. ويقول “من المحتمل أن تقفل هذه المطاعم خلال الأشهر الستة المقبلة”.
وتأمل بام في أن تساعدها سمعة مطعمها وجودة طبقها على اجتياز الأزمة. ولم تلجأ إلى رفع أسعارها بل “تراقب ما يفعله الآخرون”، إذ لا ترغب في خسارة زبائنها بسبب الأسعار المرتفعة.
وحل خبز الهمبرجر مكان الأسماك البيضاء داخل ثلاجاتها، فيما تباع النقانق والهمبرجر الموجودة على قائمة الأطباق الخاصة بمطعمها بثمن أرخص من طبق “السمك والبطاطا المقلية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى