ارتفعت الفواتير فانهارت مواقع شركات الطاقة البريطانية
بوابة الاقتصاد
أسعار استهلاك الغاز للأعمال الصغيرة والمتوسطة قد تزيد بنسبة 250 في المئة
وقفت المواقع الإلكترونية لشركات توزيع الطاقة للبيوت في بريطانيا خلال اليوم الأخير أمام ملايين الأسر لإرسال قراءات عدادات الغاز والكهرباء إلى الشركات من حساب الفواتير قبل ارتفاع الأسعار. وانهارت مواقع أكبر الشركات مثل “بريتش غاز” و”إي دي إف”، بحيث لا يستطيع المستهلكون تحميل قراءات عداداتهم المنزلية.
وقالت شركات توزيع الطاقة البريطانية إنها لا تستطيع تلقي قراءات العدادات عبر مواقعها الإلكترونية أو التطبيقات الرقمية لها، بسبب وجود مشكلة. وعلى الرغم من أن موقع شركة “بريتش غاز” يمكن الوصول إليه، إلا أنه لا يقبل تحميل قراءات العدادات للمشتركين. أما موقع “إي دي إف”، فلا يمكن الاتصال به، وتظهر رسالة أن الموقع غير متوفر “بسبب أعمال صيانة ضرورية” وأنه سيعود “إلى العمل في أسرع وقت ممكن”.
كذلك لم يستطِع المشتركون الوصول إلى موقع شركة “شل إنرجي”، ويعانون المشكلات أيضاً مع موقع “سكوتيش باور”. وتقول بعض الشركات إن هناك مشكلة في تحميل قراءات العدادات مع الإقبال الهائل غير المسبوق.
رئيس “أوكتوبس إنرجي” غريغ جاكسون قال في مقابلة مع “راديو وان” على “هيئة الإذاعة البريطانية” (بي بي سي)، إن شركته تتلقّى 40 ألف قراءة عداد في الساعة، بينما المعدل العادي لتحميل قراءات العدادات هو في حدود ألفين فقط.
انتقادات للشركات
انتقدت مجموعات حماية المستهلكين شركات توزيع الطاقة في بريطانيا، واتهمتها بالفشل في معالجة انهيار مواقعها الإلكترونية وتطبيقاتها الرقمية، بينما يحاول المستهلكون تحميل قراءات عدادات الغاز والكهرباء قبل ارتفاع الأسعار الجمعة في الأول من أبريل (نيسان).
وكانت هيئة تنظيم سوق الطاقة في بريطانيا رفعت سقف أسعار الغاز والكهرباء للمنازل للمرة الثانية في غضون أشهر. ويبدأ تطبيق الزيادة الجديدة بنسبة 54 في المئة الجمعة مع مطلع الشهر. وتقول جمعيات مساعدة المستهلكين إن هناك أسراً لا تعرف كيف ستتعامل مع ارتفاع الفواتير، ومع ذلك لا تستطيع إرسال القراءات لتفادي محاسبتها من قبل الشركات بالأسعار الجديدة.
يقول آدم فرينش من مجلة “هويتش” عن انهيار مواقع الشركات: “كان يجب أن تكون شركات الطاقة مستعدة لارتفاع عدد المستهلكين الذين سيدخلون إليها، وعليها دعم أي مستهلك يحاول تسجيل قراءة عدادات منازله”.
ولا يقتصر الارتفاع بدءاً من الجمعة على فواتير الاستهلاك المنزلي للغاز والكهرباء فقط، بل إن الأسر البريطانية تواجه عبئاً إضافياً في زيادة الأسعار وغلاء المعيشة، مع ما ستتحمّله الشركات والأعمال من صعود فواتير استهلاك الطاقة.
معاناة وتظاهرات
بحسب شركة “كورنوول إنسايت” لأبحاث السوق، قد ترتفع فواتير استهلاك الغاز للأعمال الصغيرة والمتوسطة بنسبة 250 في المئة. وسينعكس ذلك على أسعار منتجات وخدمات تلك الشركات للمستهلك النهائي، ما يضاعف من معاناة المستهلكين البريطانيين، وذلك في الوقت الذي حذر محافظ بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) أندرو بيلي، هذا الأسبوع، من أن القيمة الحقيقية للدخول في بريطانيا ستتدهور بشدة حتى نهاية العام الحالي، بسبب ارتفاع معدلات التضخم.
وبحسب ما نقلت “اندبندنت” عن جماعة “مجلس الشعب”، فمن المتوقع أن تشهد المملكة المتحدة سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة فوق طاقة تحمّل الأسر البريطانية، وأيضاً بسبب طرد العاملين في شركة العبّارات أخيراً.
ومن المنتظر أن يخرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع في أنحاء عدة من البلاد يوم الأحد المقبل في 3 أبريل للاحتجاج على الغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة بسبب زيادة أسعار الوقود والغذاء في ظل انخفاض معدلات الأجور والرواتب. ومن بين الاحتجاجات، ستكون هناك تظاهرة أمام مقر الحكومة البريطانية في داونينغ ستريت بالعاصمة لندن.
وكانت اتحادات العمال والنقابات في بريطانيا طالبت وزير الخزانة ريشي سوناك، بالعمل على تخفيف معاناة الناس، لأن ما طرحه في البيان الأخير للموازنة لا يخفف تلك المعاناة. واعترف سوناك في مقابلة مع “بي بي سي” الخميس، بأن ما طرحه في ما يتعلق بتخفيف عبء تكاليف المعيشة لا يحوز الرضا، وأنه “أمر صعب على مسامع الناس”.
لكنه أضاف أنه يظل “واثقاً مما قام به”، مشيراً إلى أنه “لن يحيد” عن ضبط الإنفاق المالي، الذي التزم به من أجل “بعض المكاسب الشعبوية قصيرة الأجل”. وأكد وزير المالية على أن سياسة الخزانة هي سياسة مسؤولة وستساعد بريطانيا على المدى الطويل.