نقص الأسمدة العالمية .. أزمة فوق أزمة
بوابة الاقتصاد
تهدد الحرب في أوكرانيا جهود برنامج الأغذية العالمي، الذي يسعى إلى توفير الغذاء إلى نحو 125 مليون شخص على مستوى العالم، بحسب ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي للبرنامج.
ووفقا لبيزلي انتقلت أوكرانيا من سلة خبز للعالم إلى بلد يقف مواطنوه في طوابير للحصول على الخبز، بحسب ما أوردته “رويترز” أمس.
وقال لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “إنها ليس فقط أزمة فعلية لأوكرانيا والمنطقة، بل سيكون لها تأثير في السياق العالمي يتجاوز أي شيء رأيناه منذ الحرب العالمية الثانية”.
وأكد أن 50 في المائة من الحبوب، التي يشتريها البرنامج تأتي من أوكرانيا، لذلك يمكنك فقط أن تفترض الخلل، الذي سيلحق بعملياتنا وحدها، وأكد أن المزارعين على الخطوط الأمامية للجبهة.
وأضاف بيزلي أن الأزمة تفاقمت بسبب نقص منتجات الأسمدة المقبلة من روسيا البيضاء وروسيا، إذا لم تضع أسمدة على المحاصيل، فسيفقد محصولك النصف على الأقل، لذلك فإننا نتحدث عما يمكن أن يكون كارثة فوق كارثة في الأشهر المقبلة.
وقبل الحرب الروسية الأوكرانية في 24 شباط (فبراير)، كان بيزلي يقول إن برنامج الأغذية العالمي يعاني بالفعل ارتفاع أسعار الوقود والغذاء وتكاليف الشحن، وهو ما يجبره على خفض حصص الإعاشة لملايين الأشخاص في دول عديدة حول العالم.
وحذر بيزلي من أنه إذا لم ينته الصراع في أوكرانيا، فإن “العالم سيدفع ثمنا باهظا، وآخر شيء نريد أن نفعله كبرنامج الأغذية العالمي هو أخذ الطعام من أطفال جوعى لتقديمه لأطفال يتضورون جوعا”.
إلى ذلك، تجد عائلات كثيرة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، نفسها عاجزة عن توفير تكلفة موائد الإفطار الغنية بأطباقها، بعدما فاقمت الأزمة روسيا لأوكرانيا أزمات الغذاء الموجودة أساسا في دول عدة، ورفع أسعار منتجات وسلع رئيسة.
وتوفر روسيا وأوكرانيا نحو 30 في المائة من صادرات القمح عالميا، وبعد الأزمة ارتفعت أسعار الحبوب وزيوت دوار الشمس والذرة، وأوكرانيا هي المصدرة الأولى للأول، والرابعة للثاني، عالميا. كما ارتفعت أسعار النفط والغاز بشكل كبير وبلغت مستويات لم تعهدها منذ أعوام، نظرا لدور روسيا الوازن في مجال الطاقة.
وحذرت منظمات دولية من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، على صعيد نظام الغذاء العالمي والجوع. ودق صندوق النقد الدولي ناقوس الخطر، مشددا على أن النزاع سيعني “مجاعة في إفريقيا”.
على صعيد آخر، تراجعت العقود الآجلة للقمح الأمريكي 4 في المائة والذرة بنحو 3 في المائة أمس الأول، في الوقت الذي أنعشت فيه تعليقات من روسيا وأوكرانيا، عقب محادثات في تركيا، الآمال في وقف إطلاق النار في الصراع، الذي أربك صادرات الحبوب الكبيرة من منطقة البحر الأسود.
غير أن التعاملات كانت متقلبة، حيث تأرجحت العقود القياسية للقمح في أيار (مايو) في مجلس شيكاغو للتجارة في نطاق ضخم بلغ 96 سنتا، من أعلى مستوى في الجلسة عند 10.68 دولار تقريبا للبوشل في التحركات المبكرة إلى 9.72 دولار للبوشل.
وانخفضت العقود الآجلة للقمح لشهر أيار (مايو) في مجلس شيكاغو للتجارة نحو 42 سنتا إلى نحو 10.14 دولار للبوشل عند التسوية، بينما أنهت عقود الذرة لشهر مايو التعاملات منخفضة نحو 22 سنتا إلى 7.26 دولار للبوشل، وتراجع فول الصويا نحو 21 سنتا إلى 16.43 دولار للبوشل.
وتشهد سوق القمح اضطرابات منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، والبلدان من كبار مصدري القمح، في حين أن أوكرانيا أيضا مورد عالمي رئيس للذرة.