النفط يهبط 5 في المئة و”الطاقة الدولية” تدعو إلى إجتماع وزاري طارئ
بوابة الاقتصاد
وسط توجه أميركا للإفراج عن مليون برميل يومياً من الاحتياطي الاستراتيجي
انخفضت أسعار النفط، الخميس، 5 في المئة بفعل أنباء عن عزم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سحب نحو مليون برميل يومياً من النفط من الاحتياطيات الاستراتيجية على مدار عدة أشهر في محاولة لتهدئة أسعار الخام المرتفعة، ومتابعة إجتماع “أوبك +” المرتقب.وبحلول الساعة 8:47 بتوقيت غرينتش، هبطت العقود الآجلة لخام برنت 4.87 دولار، بما يعادل 4.29 في المئة، إلى 108.58 دولار للبرميل ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 6.08 دولار، بما يعادل 5.64 في المئة، إلى 101.74 دولار للبرميل.
وكانت أسعار النفط صعدت 3 في المئة عند التسوية، الأربعاء، مدفوعة بمخاوف حيال الإمدادات مع تعثر محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.وستدلي إدارة بايدن بتصريحات، في وقت لاحق الخميس، ومن المتوقع أن يعلن الرئيس خلالها الخطة التي تهدف لخفض أسعار البنزين التي وصلت إلى مستويات قياسية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكان اثنان من كبار المسؤولين الأميركيين قد قالا، الأربعاء، إن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس سحب مليون برميل نفط يومياً من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي على مدى عدة أشهر لخفض أسعار البنزين. قد يضاف ذلك السحب إلى 60 مليون برميل من النفط وافقت دول وكالة الطاقة الدولية على سحبها في وقت سابق من مارس (آذار) لتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
إلى ذلك دعت وكالة الطاقة الدولية لعقد اجتماع وزاري طارئ، الجمعة الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش، لمناقشة حالة سوق النفط، بحسبما صرح به المتحدث باسم وزير الطاقة الأسترالي أنجوس تايلور. أضاف المتحدث في تصريحات، اليوم الخميس، “دعت وكالة الطاقة الدولية إلى عقد اجتماع طارئ، مساء الجمعة بتوقيت أستراليا، وأن تايلور سيشارك”. قالت متحدثة باسم وزيرة الطاقة النيوزيلندية ميغان وودز، إن الدول الأعضاء في الوكالة ستجتمع لاتخاذ قرار بشأن سحب جماعي من مخزونات النفط، مضيفة، “لم يتقرر حجم السحب الجماعي المحتمل… سيحدد الاجتماع كمية إجمالية وسيتبع ذلك تخصيص كمية لكل دولة”.وأفاد المتحدث باسم تايلور، بأن الاجتماع سيعقد “لمناقشة آثار العمل الجماعي وتقييم الوضع الحالي لسوق النفط”.
صدمة للمعنويات
وقال الشريك المدير في “أس.بي.آي أسيت ماندغمنت”، ستيفن إنيس: “إنها صدمة للمعنويات، ولكن إذا كان التاريخ الحديث يشير إلى أي شيء، فإن السحب من الاحتياطي سيكون إصلاحاً مؤقتاً فقط يشبه وضع ضمادة على ساق مكسورة”. و قالت إدارة بايدن في أوائل مارس الحالي، إنها ستسحب 30 مليون برميل من احتياطياتها الاستراتيجية في إطار سحب عالمي يبلغ 60 مليون برميل في محاولة لخفض الأسعار. يأتي السحب في وقت انخفضت فيه مخزونات النفط الأميركية 3.4 مليون برميل، في الأسبوع المنتهي في 25 مارس، متجاوزة توقعات لانخفاض قدره مليون برميل. وجاء تباطؤ واضح في الطلب مع ارتفاع الإنتاج الأميركي 100 ألف برميل يومياً إلى 11.7 مليون برميل يومياً بعد جمود عند 11.6 مليون برميل يومياً منذ أوائل فبراير.
اجتماع “أوبك+”
وتنتظر السوق النفطية أيضاً اجتماعاً، الخميس، لمنظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” وحلفائها، المعروفين باسم “أوبك+” لمناقشة آخر تطورات السوق وتحديد مستوى الإمدادات النفطية لشهر مايو المقبل، إذ من غير المرجح أن ترفع إنتاجها النفطي بوتيرة أسرع مما كانت عليه خلال الآونة الأخيرة، وسط توقعات بالإبقاء على الزيادة الشهرية من دون تغيير، على الرغم من ارتفاع الأسعار ودعوات من الولايات المتحدة وآخرين إلى مزيد من الإمدادات. وكان تحالف “أوبك+” الذي ينتج أكثر من 40 في المئة من المعروض العالمي قد أكد تمسكه باستقرار السوق النفطية، إذ تتجه “أوبك+” نحو زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً كل شهر منذ أغسطس (آب) للتخفيف من أثر الخفوض عندما أثرت جائحة كورونا في الطلب. كما ارتفع الطلب في جميع أنحاء العالم إلى مستويات ما قبل الوباء، لكن الإمدادات تعطلت، إذ تباطأت “أوبك” في استعادة خفوض الإمدادات التي تم تحديدها خلال فترة الوباء في عام 2020. وقالت عدة مصادر مقربة من منظمة “أوبك”، إنه مع استمرار ضيق السوق، من غير المرجح أن يعزز كبار منتجي النفط الإنتاج فوق 400 ألف برميل يومياً، المتفق عليها.