فائض مخزون القمح الهندي سيحد من نقصه عالمياً.. ومصر تتسوقه
بوابة الاقتصاد
بينما يشعر الناس بالقلق أكثر من أي وقت مضى بشأن نقص الغذاء وارتفاع التضخم حول العالم، تمتلئ مستودعات الهند بالحبوب، كما يتأهب المزارعون في البلاد لتحقيق حصاد قياسي آخر.
الهند هي أكبر منتج عالمي للقمح بعد الصين، وقد تتمكن من شحن 12 مليون طن إلى السوق العالمية في موسم 2022-2023، ما سيكون أعلى ما صدَّرت، حسب أوسط خمسة تقديرات في استبيان من بلومبرغ شمل تجاراً ومطاحنَ ومحللين. يأتي ذلك بالمقارنة مع شحنات بلغت 8.5 مليون طن في موسم 2021-2022، حسب بيانات وزارة الزراعة الأمريكية
ارتفعت أسعار السلع الزراعية بشدة قبيل الغزو الروسي لأوكرانيا، فقد أدى الجفاف لتراجع المحاصيل على مستوى العالم مع ارتفاع الطلب، ما ساهم برفع تكاليف الغذاء عالمياً لأعلى مستوياتها على الإطلاق. كما فاقمت الحرب الوضع لأنها عطلت شحنات إحدى أكبر مناطق الإنتاج في العالم، فقطعت ما يفوق ربع إمدادات القمح العالمية.
إحداث التوازن
قال فيجاي إيينغار، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة “أغروكورب إنترناشيونال” (Agrocorp International)، التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها، وتتاجر بنحو 12 مليون طن من الحبوب سنوياً: “تساعد صادرات القمح الهندي السوق في حال وجود نقص بالإمدادات العالمية، كما تساعد بضبط الأسعار العالمية، في حال لم تكن الهند تصدر كميات كبيرة من القمح، فقد ترتفع الأسعار أكثر”.
أسعار الغذاء تصعد عالمياً نحو أعلى مستوياتها تاريخياً
صعدت أسعار القمح لمستوى قياسي في شيكاغو هو الأعلى على الإطلاق عند 13.635 دولاراً للبوشل هذا الشهر في أعقاب الغزو الروسي، بالمقارنة مع متوسط يصل إلى 5.50 دولار فقط خلال الأعوام الخمسة حتى اليوم السابق لشن الهجوم.
هل يوقف الأرز أزمة الغذاء العالمية؟
أسفر نقص المعروض وزيادة أسعار الحبوب من الدول المصدرة الكبرى عن دخول القمح الهندي للمنافسة للمرة الأولى منذ أعوام. رفعت خمسة مواسم حصاد قياسية متتالية حجم المخزونات فبات لدى الهند فائض هائل يمكن تصديره. سيكون ذلك أمراً حيوياً للمستوردين في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، حيث ساهم صعود أسعار المواد الغذائية باندلاع ثورات عنيفة منذ ما يزيد على عقد.
أسواق الشرق الأوسط
بينما تميل الهند لشحن القمح غالباً إلى دول جوارها مثل بنغلاديش وإلى بعض أسواق منطقة الشرق الأوسط، فسيعثر المصدرون على الأرجح حالياً على مشترين في كافة أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط.
قال إيينغار، الذي يتاجر بالسلع الأساسية منذ ما يزيد على ثلاثة عقود: “ينبغي أن يتجه تفكير كل الأسواق إلى قمح الهند حالياً، خاصةً في المناطق القريبة في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط… لم نشهد من قبل هذا النوع من الهوس بالقمح الهندي في السوق على مستوى العالم”.
غلاء السلع عالمياً بدأ يدمر الطلب ويفاقم خطر الجوع
قالت وزارة التجارة الهندية هذا الشهر إن الهند تجري محادثات نهائية لبدء شحن القمح إلى مصر، أكبر مشتر على مستوى العالم، فيما تستمر المباحثات مع دول منها الصين وتركيا والبوسنة والسودان ونيجيريا وإيران. كشفت بيانات حكومية أن صادرات القمح من الهند زادت فعلاً بما يفوق 4 أضعاف لتبلغ نحو 6 ملايين طن في غضون الشهور العشرة حتى يناير مقارنة مع العام الذي سبق ذلك.
سيكون أمد الشحن إلى الشرق الأوسط أطول بالمقارنة مع أوكرانيا وروسيا، المصدرين التقليديين في منطقة البحر الأسود، لكن للهند أفضلية جيدة للتدخل باعتبارها مورداً منخفض التكلفة للقمح، حسب خدمة الزراعة الخارجية في وزارة الزراعة الأمريكية.
تُظهر بيانات شركة “فوود كورب أوف إنديا” (Food Corp of India) أن المستودعات التي تملكها الدولة كانت تحوي ما يزيد عن 23 مليون طن من القمح في مطلع هذا الشهر، أي نحو 3 أضعاف المستوى الذي تتطلبه الحكومة في هذا الوقت من العام.