تريد أن تصبح قائداً أفضل؟اطرح هذه الأسئلة على موظفيك
بوابة الاقتصاد
يمضي القائد قدماً في غابة الأعمال ويقطع الشجر التي تحول بينه وبين التقدم إلى الأمام، ممهداً بذلك الطريق أمام موظفيه للمسير. قد لا يستطيع القائد إزاحة جميع العوائق عن الطريق، لكنه يحرص قدر استطاعته على تقليل العقبات أمام تابعيه ليمارسوا أعمالهم بأفضل صورة، وهذا ما يسمى في علم الإدارة ب«القيادة الخدمية»؛ بحيث تكون خادماً لاحتياجات الآخرين وتدربهم وتساعدهم من أجل أن يتطوروا و ينجحوا في تحقيق أهدافهم.
تقول بات بوجارد، الصحفية في موقع «آي إن سي»: إن الفرصة أتيحت لها للجلوس مع أساتذة جامعات ومديرين وموجهين متميزين؛ حيث استفادت من خبرتهم في مجال القيادة لتطبقها في حياتها المهنية التي لا تزال قصيرة إلى حد ما.
وعند التفكير بالقواسم المشتركة التي تجمع هؤلاء القادة، سيكون من السهل بالنسبة لك بأن تسرد بعض الصفات المشتركة فيما بينهم؛ حيث إنهم جميعاً يساعدون الآخرين ويشجعونهم ويتميزون بكاريزميتهم الساحرة ودوافعهم المستمرة التي لا تنضب، هذا إضافة إلى امتلاكهم لمهارات فريدة وواسعة وخبرات قيّمة.
إن أفضل القادة هم أولئك الذين يفهمون أن أنماط القيادة لا بد أن تتغير وتتكيف مع مرور الوقت رداً على الأوضاع الجديدة. فهم لا يخشون من تلبية احتياجات مختلف الموظفين، وتشجيع أنفسهم على النمو وتحسين أسلوب القيادة مع مرور الوقت.
وعند التواصل مع الآخرين الذين قد تكون لديهم وجهة نظر مختلفة، قد يحفّز ذلك تفكيرك الخاص الثاقب. ابحث عن إقامة حوار منتظم مع أولئك الذين لا يشاركونك غمرة عملك، وتحدث عن موقف أو مشكلة تواجهها حالياً واطلب منهم رأيهم، واستكشف لماذا ينظرون إلى المشكلة من جانب معين واسألهم عن كيفية وصولهم إلى استنتاجاتهم، وفي النهاية سيؤدي ذلك إلى توسعة منظورك ووصولك إلى قرارات أكثر فاعلية.
وإلى جانب السمات الشخصية، تقول بوجارد إنها استطاعت تحديد رابط آخر مشترك بين معظم القادة العظام، ألا وهي الأسئلة التي يطرحونها على موظفيهم. إليك في هذا السياق 3 أسئلة أطرحها على موظفيك إذا كنت تريد أن تصبح قائداً أفضل:
1- كيف يمكنني مساعدتك؟
في أي نوع من الأدوار القيادية أو الإدارية، فإن فريق عملك موجود لمساعدتك؛ حيث يتبعون توجيهاتك ويلتزمون بقراراتك من أجل الاستمرار في دفع قسمك نحو أهدافه. ولكن أفضل القادة يفكرون بما هو أبعد من مجرد التفكير بما يمكن للموظفين فعله من أجلهم؛ حيث يخرجون من مكاتبهم للتواصل مع موظفيهم ومساعدتهم.
وسواء كان الأمر من خلال تقديم مساعدات بسيطة، مثل تقديم العون لموظف يجد صعوبة في تنفيذ مهمة أو مشروع، أو إسداء خدمة أكبر، مثل مساعدة موظف في تحقيق أهدافه الوظيفية، فإن القادة الأكثر تميزاً وتأثيراً يدركون أن علاقاتهم في العمل هي عبارة عن شارع باتجاهين. كما أنهم يدركون أنه لا ينبغي على موظفيهم تنفيذ كل ما يطلب منهم من دون وجود مقابل، لذا فهم حريصون كل الحرص على رد الجميل، ومكافأة العمل الجيد والاحتفاء به.
2- ما رأيك؟
في معظم الحالات، وعندما تكون المدير على وجه الخصوص، ستكون لديك خبرة في مجال معين أكبر من الخبرة التي لدى الموظفين الذين يعملون تحت إمرتك. وهذا يعني أنك ستكون مسؤولاً عن توجيه موظفيك واتخاذ قرار نهائي بخصوص مسائل معينة. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أنه لا يجب أن تسأل موظفيك عن أفكارهم وآرائهم واقتراحاتهم. إن تشجيع فريق عملك على إبداء أفكارهم وآرائهم حول مناحي العمل يجعلهم يشعرون بأن لديهم قيمة وأن كلمتهم مسموعة.
وحتى لو في حال لم تتبع الطريق الذي اقترحه عليك فريق عملك، فلا ضرر في أن تطلب منهم إبداء رأيهم في موضوع محدد وتقديم مقترحاتهم، فهذا ما يفعله جميع القادة المتميزين.
3- كيف يمكنني أن أتحسن؟
أنت تعطي موظفيك الكثير من النصائح والاقتراحات لمساعدتهم على التحسن في عملهم. لكن القادة الأكثر تأثيراً يدركون أهمية قلب هذا الدور، والطلب من موظفيهم أن يقدموا لهم نقداً بناء لكي يصبحوا قادة أفضل. إن هؤلاء القادة يقدرون أفكار ونصائح فريق عملهم؛ حيث يستخدمونها لمواكبة التغيير والنمو وتعزيز قدراتهم وصقل مهاراتهم القيادية. كما أن القادة لا يدحضون أو ينكرون أو يصبحون دفاعيين عند مواجهة النقد؛ بل العكس، فهم يرحبون به.
4- تجنب الصراع
نعلم جميعاً كيف سيكون عليه الحال عندما يقود شركة ما شخص حاد الطباع وصعب المراس؛ حيث سيحاول الموظفون عدم مواجهته لتجنب الصراع. ونتيجة لذلك، سيكون التواصل في الشركة شبه معدوم. ولا أحد يرغب في أن يصبح قائداً في شركة عندما تكون ثقافتها محطمة، ولهذا السبب تصبح القيادة بالقدوة أمر بالغ الأهمية. وأفضل وأبسط شيء يمكنك القيام به هو إتقان فنون التواصل مع فريقك. أطرح الأسئلة واستمع بنشاط، وهذا الأمر لن يساعد فقط على بناء علاقات قوية، لكن سيساعدك أيضاً على اكتشاف الأشخاص الذين يتمتعون بالسمات القيادية التي تبحث عنها في داخل الشركة. ليس هناك عصاً سحرية يمكنها أن تجعل منك قائداً عظيماً، ولا أحد يولد قائداً. فالعثور على النجاح في دور القيادي يستغرق وقتاً وخبرة في الوقت الذي تتكيف فيه ببطء مع فريقك، وبناء نهج فريد خاص بك في القيادة. تذكر القاعدة الأساسية للقيادة: مهمتك هي التأكد من أن كل شخص آخر مؤهل لأداء وظيفته.
إن الجميع يطمحون في أن يصبحوا قادة أفضل. ولحسن الحظ، يمكن أن تبدأ بخطوات بسيطة لمساعدتك على ذلك، مثل تذكر طرح هذه الأسئلة الثلاثة التي ذكرناها على موظفيك. استفد من هذه الأسئلة ووظفها فيما يصب في مصلحة شركتك وفريق عملك، وبذلك ستصبح قائداً أفضل من دون شك.