دليلك إلى الاستثمار في المجوهرات والأحجار الكريمة
بوابة الاقتصاد
لمئات السنين، كان جمع المجوهرات عبارة عن وسيلة للتسلية. لقد عُرف عن “جيه بي مورغان” جمعه للأحجار الكريمة خلال حياته، حتى إن شركة المجوهرات الأمريكية “تيفاني آند كو” (Tiffany & Co) أطلقت اسم “مورغانيت” على حجر تم اكتشافه حديثاً، تكريماً له. كذلك عرض المهراجا الهنود ثرواتهم في أجنحة فاخرة للمجوهرات تضم مئات، إن لم يكن الآلاف، من القراريط. فإذا قمت بزيارة أي من متاحف أوروبا، ستجد عرضاً رائعاً لجواهر التيجان الملكية التي جمعها الملوك والملكات.
نظراً لأنه لا يوجد شيء بقيمة المجوهرات النادرة الثمينة، فإن جمعها يمكن أن يكون استثماراً سليماً إلى حد ما. ولا يشكل السعر فارقاً كبيراً. ففي عام 2003، بيع سوار من تصميم “بيلبيرون”، والمرصع بأحجار الجمشت بمبلغ 28,680 دولاراً، وبيع السوار ذاته في عام 2011 بمبلغ 87,500 دولار. وفي عام 2012، بيع حجر زفير كشميري يزن 6.7 قيراط بمبلغ 206,500 دولار، بينما تم بيع حجر مماثل له في الحجم العام الماضي مقابل 550 ألف دولار.
يختلف الأمر عن شرائك الأسهم والوحدات المشفرة، لأنه يمكنك في الواقع ارتداء هذه الأصول والاستمتاع بها. لذا، فإن القول المأثور بأنه عليك أن تشتري ما تحب، يمكن أن ينطبق على اقتناء المجوهرات. تقول تينا سميث، وهي تعمل في تجارة التحف في مدينة بوسطن، والتي عملت لسنوات في “وول ستريت” قبل فتح متجرها: “يمكنني تشبيه إدارة مجموعة من المجوهرات بإدارة محفظة من الأسهم، حيث يتطلب الأمر تحليلاً صارماً، والتأكد من أنك تعرف ما تريد شراءه، ومحاولة شراء الأفضل”.
طرق عديدة للتعلم
كما هو الحال مع الأسهم، التعليم هو السبيل للبدء. هناك العديد من الكتب الممتازة عن سوق المجوهرات، ولكن يمكنك البدء بقراءة كتاب “فهم المجوهرات” (Understanding Jewellery)، وهو بمثابة الكتاب الأهم عن صناعة المجوهرات، بقلم كل من ديفيد بينيت ودانييلا ماسيتي، وهما مديران تنفيذيان سابقان للمجوهرات في دار المزادات الدولية “سوذبي” (Sotheby). يمكنك أيضاً التعلم من خلال أخذ دورات عبر الإنترنت، أو زيارة معارض المتاحف، أو حضور المعاينات في دور المزادات.
بمجرد تدريب عينيك وفهمك للعصور ودور المجوهرات والتصميمات المختلفة، تأتي الخطوة التالية، وهي التفكير في ما تحبه فعلاً. سيركز العديد من الأشخاص على اختيار المجموعات حسب اهتماماتهم، سواء كانت أحجاراً كريمة ملونة، أو ألماس، أو مجوهرات تعكس فترة الـ”آرت ديكو”، أو مجوهرات من فترة الستينيات، في حين يختار البعض الآخر التنويع -كما هو الحال في صندوق المؤشرات على سبيل المثال- والجمع بين عصور مختلفة باختلاف توجهاتها.
تعتبر العلاقات في صناعة المجوهرات أمراً أساسياً، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالتمييز بين السعر والقيمة، سواء كانت هذه العلاقات بزملاء من جامعي المجوهرات، أو المتخصصين في دور المزادات، أو مستشار مستقل، أو تاجر تحف. فهذه العلاقات ضرورية أيضاً للمحافظة على الاعتدال عند الشراء. قد يكون من السهل الانجراف العاطفي، ولذلك من الجيد دائماً أن يكون لديك رأي ثانٍ واسع الاطلاع. تقول سميث: “يستفيد الكثير من الناس من نوع النصيحة وهدوء شخص ما رأى وقيَّم الكثير من قطع المجوهرات. فهو شخص يعرف السعر الذي يجب أن تدفعه مقابل القطعة التي تود شراءها”.
أخيراً، يؤتي الصبر ثماره. لا تتوافر قطع المجوهرات المثيرة في كثير من الأحيان، وتستغرق المجوهرات وقتاً لتزداد قيمتها. لذا فإن تغيير القطع سريعاً أمر غير مفيد. تقول فيونا دراكينميلر، من مؤسِسة “إف دي غاليري” في نيويورك: “إن تجميع المجوهرات عبارة عن هواية. والعثور على القطع والأحجار المناسبة قد يستغرق وقتاً”.
حتى إذا لم تزدَدْ قيمة الحلي بشكل كبير أو حتى لو انخفضت قليلاً مع التضخم، فإن القطعة المصنوعة جيداً على يد أحد كبار المصممين، هي طريقة رائعة لتخزين القيمة. وفي أسوأ الحالات، ستكون لديك قطعة مذهلة لتستمتع بها على مر السنين.
إليك نصيحة من كبار التجار وجامعي المجوهرات حول كيفية اختيار مجموعتك.
تعريف القطع “النادرة”
يمتلك راسل فوغارتي، الرئيس السابق لقسم المجوهرات في مزاد “كريستي” (Christie) في نيويورك، والشريك في شركة العقارات والمجوهرات “كازانجيان آند فوغارتي” (Kazanjian & Fogarty)، قائمة تحقق بسيطة لتحديد ما إذا كانت القطعة تستحق الاستثمار. يجب أن تكون القطعة عتيقة وعالية الجودة، وفي حالة جيدة وجميلة، ومُوَقعة من الشركة المُصنعة. يقول فوغارتي: “إذا حددت كل هذه العوامل، فإن كل ما تشتريه ستزداد قيمته بمرور الوقت”.
كون القطعة عتيقة، فهذا هو الجزء الأكثر أهمية في قائمة العوامل، لأنه يعني أن العرض محدود، في وقت يستمر الطلب في النمو. فكر في الأمر بهذه الطريقة: تُعرف المجوهرات على أنها قديمة عندما يكون عمرها من 20 إلى 100 عام. (كلما طال عمر القطعة كلما كانت عتيقة). تغيرت ملكية العديد من الدور المصممة للمجوهرات على مر السنين، ما تسبب في اختلاف جودة التصميمات والحرفية. فقد كانت شركة “تيفاني” مملوكة لشركة مستحضرات التجميل “أفون” (Avon).
الندرة أولاً
إذا كنت ترغب في اختيار قطع من أفضل المعروضات في الدور، فلنفترض أن عمر القطعة ما بين 1920 و1930 وهي لأحد المصممين، فهذا يعني أن لديك قطعاً بقيمة 10 سنوات فقط لتجمعها مقابل 80 عاماً.
إذا كنت تشتري مجوهرات معاصرة بغرض التركيز على الاستثمار، فإن الندرة أمر بالغ الأهمية، حيث ينتج العديد من صائغي المجوهرات اليوم قطعة واحدة بكميات كبيرة، والتي ستثبت بمرور الوقت أنها أقل قيمة من قطعة فريدة من نوعها، أو قطعة من بين قطع محدودة.
تتطلب القطع الموقعة، والتي تحمل ختم الصائغ، أسعاراً أعلى من تلك غير الموقعة بحوالي 25% إلى 30%، على حد قول سميث. ولكن لا يزال يمكنك إضافة القطع غير الموقعة إلى مجموعتك. (سيكون عقد ريفييرا الماسي العتيق غير الموقع جميلاً مثل عقد موقّع، ويمكنك الحصول عليه بسعر أقل).
هناك عامل آخر يجب مراعاته وهو مصدر هذه القطعة، لا سيما عندما يمتلك شخص مشهور قطعة ما. إنه الأمر ذاته بالنسبة إلى ساعة يملكها بول نيومان أو سيارة يقودها ستيف ماكوين. ومع ذلك، فإن ملكية المشاهير للمجوهرات، هي مؤشر أقل موثوقية للقيمة. المبالغ المالية التي دُفعت في مزاد “كريستي” لمجموعات إليزابيث تايلور لن تصمد طويلاً، حيث بيع بروش من الزمرد والألماس من تصميم “بولغاري” (Bulgari) بأكثر من 6 ملايين دولار، وقدرت قيمته بنحو 600 ألف دولار في بداية المزاد. وتقول دراكينميلر: “لا يزال البيع بسعر أعلى مقارنة بقطعة (بولغاري) التي يمتلكها مواطن عادي، لكنها لن تتضاعف 10 مرات، ولكنها قد تتضاعف لمرتين”.
السمة الملكية
لكن المجوهرات التي كانت ضمن مجموعة الملوك ستحافظ على قيمتها أو ترتفع على الأرجح. تقول دراكينميلر: “إن أي جوهرة ذات أصل ملكي سوف تحصل على علاوة ضخمة. ففي حالات الملكية، عادةً لا تفقد هذه المبالغ قيمتها أبداً”.
ينصح فوغارتي عملاءه بفحص القطع التي يحبون اقتناءها بدقة، وكذلك التأكد من أن الجزء الخلفي جميل مثل المقدمة باعتبارها سمة مميزة للحرفية المذهلة.
حجر ترغب بامتلاكه
يستحوذ الألماس على النصيب الأكبر في الاستثمارات، ويليه “الثلاثة الكبار” وهي: الزمرد والياقوت والزفِّير. وكان أعلى سعر تم دفعه مقابل الزمرد الزامبي هو 1.04 مليون دولار، وذلك في شهر ديسمبر.
من النادر حقاً العثور على حجر كريم مثالي من أي نوع. لذا، طورت صناعة المجوهرات طرقاً لتحسين لون الأحجار التي هي دون المستوى المطلوب، وذلك لزيادة العدد المعروض في السوق. وبالتالي، فإن أكثر الأحجار رواجاً والأغلى هي تلك غير المعالجة، بمعنى أنه لم يتم استخدام أي من الحرارة أو الزيت لتحسين اللون أو المظهر. ولكن حتى أفضل علامات المجوهرات تستخدم تلك المعالجة بشكل خفيف.
يعد مصدر الأحجار، والملونة تحديداً، من الأمور الهامة. فلا ينبغي أن يحتوي لون الألماس على شوائب، حيث يتحكم الألماس من النوع (IIa) في ارتفاع الأسعار أياً كان مصدره، ولكن تحديد المصادر يمكن أن يؤثر بشكل كبير على أسعار باقي الأحجار.
تعد ياقوتة “دم الحمام” البورمية هي الأكثر طلباً، والتي تتميز بلونها الأحمر الخالص دون إضافة ألوان أخرى مثل الأرجواني أو البني. وفي شهر نوفمبر الماضي، بيع زوج من الأقراط المصنوعة من الياقوت البورمي بلون “دم الحمام” مقابل 3.2 مليون دولار في دار “كريستي”.
إن أحجار الزمرد الأكثر رواجاً هي تلك التي يكون مصدرها كولومبيا، أما بالنسبة إلى الزفِّير، فيكون مصدرها من كشمير. ولكن لم هذه الأنواع تحديداً؟ يشتهر الزفِّير الكشميري بـ”لونه المخملي”، حسبما تقول سارة ثوميير، نائبة الرئيس الأولى ورئيسة المجوهرات للأمريكيتين في شركة “فيليبس للمزادات العلنية” (Phillips Auctioneers). تضيف سارة: “قد يكون من الممتع النظر إليها”. ويمكن أن تساوي قيمة الزفِّير الكشميري عدة مئات أضعاف قيمة واحدة من منطقة جغرافية أخرى. وتشير ثوميير: “قد يتشابه الحجران بصريا بالنسبة إلى الشخص العادي، ولكن أحدهما ستكون قيمته 5000 دولار والآخر بـ500 ألف دولار”.
شهادات التوثيق
يجب إرفاق شهادات توثيق حديثة مع الأحجار الكريمة الثمينة. وتشير دراكينميلر إلى أن هذه الشهادات يجب أن تكون حديثة، حيث إن الحجر قد يتضرر إذا تم ارتداؤه بشكل متكرر مقارنة بآخر مرة فُحص فيها. وبالإضافة إلى ذلك، تم تحسين التكنولوجيا في هذه المعامل أيضاً، ولذا يمكن تقييم أصل الحجر بشكل أكثر دقة في بعض الحالات.
لا يخاطر البائعون بأي فرصة، حيث ستعرض شركة “فيليبس للمزادات العلنية” خاتماً مرصعاً بأحجار الزفِّير الكشميري، مرفقاً بشهادات توثيق أجرتها ثلاث مختبرات مستقلة، وليس من مختبر واحد فقط، وهو ما يدل على ندرة هذا الحجر.
عندما يتعلق الأمر بالألماس، فإنه يتم تسجيل أعداد الألماس الملون الفاخر كل عام، وذلك لأنه أكثر ندرة من الألماس عديم اللون. يأتي الألماس الملون الفاخر في أشكال عدة، لكن اللونين الأكثر طلباً هما الوردي والأزرق. وفي عام 2007، بيع أحد هذه الأحجار في دار المزادات الدولية “سوذبي” في هونغ كونغ مقابل 1.3 مليون دولار للقيراط الواحد، بينما بيع آخر بمبلغ 4 ملايين دولار للقيراط في عام 2015. وفي شهر أبريل، أقامت الدار نفسها مزاداً على ألماسة زرقاء عيار 15.1 قيراط تقدر قيمتها بأكثر من 48 مليون دولار.
الاهتمام بالتصميم
تعد دور تصاميم المجوهرات التاريخية استثماراً قوياً. فَكِّر في كل من “بيلبيرون” و”أوسكار هيمان” و”ديفيد ويب” و”هاري وينستون”. ولكن هناك ثلاثة أسماء تأتي في المقدمة، وهي “بولغاري” و”كارتيي” (Cartier) و”فان كليف آند أربلز”. وتظهر هذه الأسماء مراراً وتكراراً بسبب الأحجار والتصاميم المميزة والحرفية التي لا تشوبها شائبة، وكذلك المكانة الفريدة بين أقرانها.
لكل دار منها عصرها الذهبي. فبالنسبة لـ”بولغاري”، كانت هذه هي فترة مجموعة “لا دولتشي فيتا” في الستينيات، حيث كانت قطع المجوهرات غنية بالألوان والأحجار الكريمة الملساء. ولاقت مجموعة “مونيتي” (Monete) ترحاباً كبيراً لاحتوائها على عملات رومانية قديمة من الذهب الأصفر.
تشتهر دار “فان كليف آند أربلز” بتصميمات تعكس فترة الـ”آرت ديكو”، بالإضافة إلى قطع الستينيات والسبعينيات. وبخلاف ذلك، صممت الدار عقد “زيب” (Zip) في عام 1950، وهو مستوحى من قفل السّحاب. كما لاقت الدّبابيس المجسّدة لراقصات الباليه رواجاً، فضلاً عن مجموعات المجوهرات الراقية ذات الموضوعات المميزة مثل تلك التصميمات الحديثة المستوحاة من قصة روميو وجولييت، حيث تتسلل الزمردات والسلاسل التعاقبية بداية من بروش على شكل شرفة فيرونا وتحتها نجمة العشاق.
تعد قطع المجوهرات من دار “كارتيي” والتي تعكس فترة الـ”آرت ديكو” خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، من بين القطع الأكثر شهرة التي تصممها الدار، بما في ذلك التصميم الأسطوري “توتي فروتي” (Tutti Frutti)، والذي صمم بعد أن سافر جاك كارتيي إلى الهند في أوائل القرن العشرين، واكتشف تقليد نحت الأحجار الكريمة. وتميز تصميم “توتي فروتي” بأوراق وحبات التوت من الزمرد والياقوت والزفِّير.
القيمة في القدم
يقول فرانك إيفريت، مدير مبيعات المجوهرات في دار المزادات الدولية “سوذبي”، إن من المستحيل صناعة المزيد من المجوهرات العتيقة، ولذا، فهذه حالات “تتجاوز فيها التصميمات الأيقونية القيم الذاتية للمجوهرات”.
في عام 2011، باعت “سوذبي” سوار “توتي فروتي” مقابل 824,500 دولار، وبيعت قطعة أخرى من هذا في شهر أبريل من عام 2020 مقابل 1.3 مليون دولار، وذلك على الرغم من إقامة المزاد عبر الإنترنت بسبب الوباء. ولم يختلف الأمر كثيراً. يضيف إيفريت: ” كان السوق يعرف ماهية القطعة، ولم تكن هناك حاجة لرؤيتها على أرض الواقع، فهذه الأساور نادرة ومن النادر بيعها بالمزاد. لم نقم سابقاً ببيع أي شيء بهذه القيمة عبر الإنترنت إلى مشترٍ دون معاينة. وقدرت قيمة القطعة بين 600 و800 ألف دولار”.
لكن حتى القطع المثيرة اليوم لن تظل على وضعها إلى الأبد. فعلى سبيل المثال، تقول أنجلينا تشين، نائبة الرئيس الأولى والمتخصصة في “كريستي”، إن مجموعة “مونيتي” الصادرة عن متجر المجوهرات “بولغاري” “لم يكن يقدم عليها أحد” قبل بضع سنوات، وتضيف: “لم يكن الأمر رائعاً. لكن المجموعة شهدت انتعاشاً خلال العامين الماضيين، ولا يمكنك الحصول على ما يكفي منها”. ومن المحتمل أن تنبثق فقاعة “توتي فروتي” في غضون سنوات قليلة، حيث ينتقل هواة الجمع إلى قطع أكثر قابلية للتحقيق.
بالإضافة إلى الأسماء الكبيرة، جُمعت قطع لصغار المصنعين مثل “ديفيد ويب” لعقود. وعلى الرغم من أنه من المحتمل ألا تزيد قيمتها بشكل كبير، إلا أن لكل منها سمتها المميزة، ما يجعلها استثماراً قوياً.
الحارس الجديد
لا تحتاج إلى البحث فقط عن سوق السلع العتيقة أو دور المزادات للعثور على مجوهرات جديرة بالاستثمار. يعمل العديد من المصممين الرائعين اليوم والذين تتطلب قطعهم بالفعل أسعاراً عالية، ولديهم جامعون هواة لقطعهم. والأسماء الثلاثة التي تتصدر قائمة أفضل العلامات التجارية المعاصرة هي “جويل أرثر روزنتال” (Joel Arthur Rosenthal) و”هيميرل” (Hemmerle) و”تافين” (Taffin).
تتميز هذه القطع بالندرة والحرفية. ويصنع متجر المجوهرات “جويل أرثر روزنتال”، ومقره باريس، أقل من 40 قطعة على مدار السنة. ويقول ثوميير: “تشبه هذه القطع الطائفة الدينية، حيث يجلس هواة جمع القطع في غرفة المزاد غير مكتوفي الأيدي. ولا يهتمون بتكلفة هذه القطع”.
يتفق سميث مع هذا، ويضيف: “اشتريت زوجاً من الأقراط من (جويل أرثر روزنتال) منذ حوالي ست سنوات. وأتخيل أنني إذا بعته الآن فمن المحتمل أن أحصل على سبعة أو ثمانية أضعاف ما دفعته مقابله، لأن إنتاج هذا المتجر ضئيل، ويشبه الرسام الذي رسم 300 لوحة فقط في حياته”.
تتميز دار المجوهرات الألمانية “هيميرل”، التي تستخدم تكنولوجيا الجيل الرابع، بجمالها المميز لاستخدامها أحجاراً كريمة عكسية ومواد أخرى غير متوقعة مثل الألمنيوم والبرونز والنحاس. وتتميز قطعها بأنها فريدة من نوعها. ويلاحظ إيفريت أن الدار “تضع أسعاراً باهظة”.
تشتهر دار “تافين” (Taffin)، ومقرها مدينة نيويورك، والمملوكة للمصمم الفرنسي جيمس دي جيفنشي، بالمجوهرات النحتية التي تجمع بين الأحجار الكريمة ومواد غير عادية مثل المطاط والخشب والخزف. ويقول فوغارتي: “كل ما تفعله (تافين) هو عمل فني”.
هناك العشرات من صانعي المجوهرات المذهلين في الوقت الحالي. يحب بعض هواة جمع قطعهم من دور المجوهرات التي تتميز بالأحجار الكريمة ذات التصميمات العصرية، مثل دار “باغات” (Bhagat) و”بوغوصيان” (Boghossia) و”صبا” (Sabba)، بالإضافة إلى دار “نيها داني” (Neha Dani) والمعروف عنها استخدامها للتيتانيوم مع الأحجار الكريمة.
تتميز مجموعة الدبابيس الاستثنائية على شكل الريش من تصميم دار “سيندي تشاو” (Cindy Chao) من مجموعة “بلاك ليبيل” بأنها مرصعة بكميات مذهلة من الأحجار الكريمة والألماس. كما إن تصميمات “فنغ جيه” (Feng.J) و”غلين سبيرو” (Glenn Spiro) و”إيمانويل تاربين” (Emmanuel Tarpin) وغيرهم، تعد قطعاً فنية أكثر من كونها مجرد مجوهرات.
تقول تشين إنه عليك أن تثق بنفسك وعينيك عندما يتعلق الأمر باقتناء قطع من المصممين الجدد الذين ليس لديهم سجل حافل في المزادات. وشبهت تشين الحصول على قطعة هي باكورة إنتاج “جويل أرثر روزنتال”، بشخص اشترى عملاً لـ”باسكيات” من دون مقابل. لقد رأوا الإمكانات، وقد أتت ثمارها، ولكن الأمر ليس كذلك دائماً.
إذا كانت القطعة فريدة من نوعها، وتتميز بأحجارها الكريمة عالية الجودة ومصنوعة بحرفية رائعة، فهذه بداية رائعة.