آخر الاخبارمنوعات

هل تشهد أمريكا هدوء ما قبل عاصفة «بي أيه 2»؟

بوابة الاقتصاد

بعد أقل من شهرين من توقع “فترة طويلة من الهدوء” لأوروبا في ظل الجائحة، حذر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع من أن معظم القارة تحت وطأة موجة جديدة من الارتفاع بإصابات كوفيد – 19 بعد إلغاء القيود.
الانتشار السريع لنسخة شديدة العدوى من متحور فيروس كورونا أوميكرون المعروف باسم بي أيه 2 هو ما حفز تغيير موقف هانز كلوج. بدأ يكون لهذه السلالة أثر قوي مع توقف الناس عن ارتداء الكمامة وزيادة المخالطة الاجتماعية، ما أدى إلى قفزة في الإصابات في 18 دولة أوروبية على الأقل، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
يتوقع خبراء أن تتعرض أمريكا الشمالية لتصاعد في الحالات مماثل في غضون أسابيع، مع تحذير البعض من أن بطء التطعيم والإقبال على الجرعات المعززة في أوساط المجموعات الأكبر سنا في الولايات المتحدة قد يتركها معرضة لموجة أكبر من دخول المستشفيات مقارنة بنظرائها الأوروبيين.
يقدر أن المتحور الفرعي لأوميكرون سيكون معديا أكثر 30 في المائة من المتحور الأصلي، لكن التحليل الذي أجرته وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة يظهر أنه ليس من المرجح لإصابات بي أيه 2 أن تؤدي إلى دخول المستشفى أكثر من سلالة أوميكرون الأصلية.
قال الدكتور توم بيكوك، عالم الفيروسات في جامعة إمبريال كوليدج لندن: “مع تضاؤل مفعول الجرعات المعززة وتخفيف القيود، كان من المرجح دائما أن يحدث جزء ثان من موجة أوميكرون، لكن من الواضح أن بي أيه 2 أدى إلى تفاقم ذلك”.
على الرغم من الزيادة في عدد الإصابات، استمرت الدول الأوروبية في إلغاء القيود.
قال بيكوك: “إن الطريقة التي تختارها المملكة المتحدة وبقية أوروبا لمعالجة هذا الأمر هي أن الموضوع لم يعد يتعلق بالحالات، بل يتعلق بدخول المستشفيات والوفيات”.
ازدادت حالات دخول المستشفيات في البلدان التي كانت فيها موجات بي أيه 2 أكثر تقدما، لكن نسبة الحالات التي تتطلب دخول المستشفى لا تزال أقل بكثير من متحورات ما قبل أوميكرون مثل دلتا. يرجع هذا الانخفاض في معدلات الإصابة بأعراض حادة جزئيا إلى المستويات العالية من المناعة في جميع أنحاء العالم الغربي من خلال التطعيم والعدوى السابقة، إلى جانب الضراوة المنخفضة للمتحور الفرعي.
بدءا من 28 آذار (مارس)، ستلغي بولندا معظم القيود المتبقية، بما في ذلك ارتداء الكمامة الإجباري في الأماكن المغلقة والعزل الذاتي للذين يعيشون في المنزل نفسه مع الأشخاص الذين أثبتت الفحوص إصابتهم بالفيروس.
لا تزال الحكومة الإيطالية تخطط لإنهاء حالة الطوارئ في البلاد في نهاية هذا الشهر، بعد أكثر من عامين من فرضها لأول مرة – على الرغم من تضاعف الإصابات تقريبا منذ أوائل آذار (مارس) إلى 188 حالة يوميا لكل 100 ألف مواطن.
في الأسبوع الماضي، أنهت ألمانيا معظم القيود القانونية على مستوى البلد، بما فيها متطلبات جواز صحي للقطارات وأماكن العمل، على الرغم من أنها تواجه عددا قياسيا من الحالات. خفضت اسكتلندا أيضا متطلبات العزل الذاتي والفحص، على الرغم من العدد القياسي لمرضى كوفيد – 19 الذين يحتاجون إلى علاج في المستشفى، بينما ستنهي إنجلترا الفحوص الجماعية المجانية ابتداء من الشهر المقبل.
اختارت النمسا وحدها إعادة فرض إجراءات استجابة لموجة بي أيه 2، متطلبة مرة أخرى استخدام كمامات عالية الجودة في الأماكن العامة الداخلية.
قال حاجو زييب، أستاذ علم الأوبئة في جامعة بريمن: “الشعور هو أننا مررنا بأسوأ ما في أوميكرون، والخوف الآن من أن المستشفيات أصبحت مثقلة بالأعباء أصبح أقل، لكن المسألة ببساطة هي استنزاف القوى العاملة من الأشخاص المرضى في المنزل”.
قال زييب إن ألمانيا تواجه “تهديدا أكبر” من بي أيه 2 من جيرانها بسبب انخفاض معدلات التطعيم بين الفئات المسنة والضعيفة. على الرغم من إلغاء البرلمان الألماني لمعظم الإجراءات القانونية، أخرت معظم الولايات الألمانية إنهاء القيود، مثل ارتداء الكمامة الإجباري في الأماكن المغلقة، حتى أوائل نيسان (أبريل).
قال أنطوان فلاهولت، مدير معهد الصحة العالمية في جامعة جنيف، إن قرار فرنسا برفع أوامر ارتداء الكمامة في كل مكان ما عدا المرافق الصحية ووسائل النقل العام كان خطأ. البلاد لم تكن “في فترة هدوء” من الجائحة، حيث وصلت الإصابات إلى 100 ألف يوميا، وارتفع معدل الإصابة لمدة سبعة أيام بشكل حاد إلى 928 لكل 100 ألف شخص.
لكن برونو لينا، عالم الفيروسات في ليون الذي يقدم المشورة للحكومة الفرنسية، قال إن بي أيه 2 “لا يمثل مشكلة كبيرة”. يقول الخبراء إن الخدمة الصحية في البلاد لديها القدرة على التعامل مع الموجة، بالنظر إلى أن حالات دخول المستشفيات جراء كوفيد – 19 تشهد انخفاضا منذ ستة أسابيع.
قال كلوج من منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي إنه “متفائل لكنه حذر” بشأن مسار كوفيد – 19 في أوروبا. يأمل كثير من الخبراء أن يوفر الصيف فترة راحة من معدلات الإصابة المرتفعة منذ ظهور أوميكرون لأول مرة في أواخر العام الماضي.
قالت آنا أودوني، أستاذة الصحة العامة في جامعة بافيا: “بي أيه 2 مقلق لأنه شديد العدوى، لكن لم يتبق أناس ليصيبهم ونحن مقبلون على أشهر الصيف الأكثر دفئا، لذلك لا يزال بإمكاننا العودة إلى الوضع الطبيعي”.
مع ذلك، تتزايد المخاوف في أوساط خبراء الصحة في الولايات المتحدة بشأن الانتشار السريع لـ”بي أيه 2″، حيث ترفع السلطات الفيدرالية وسلطات الولايات قيود كوفيد – 19 مع تخلف معدلات التطعيم عن كثير من الدول الأوروبية.
لم يتلق ثلث الأمريكيين حتى الآن جرعتين من لقاح كوفيد – 19 وتلقى 29 في المائة فقط من السكان حتى الآن جرعة معززة، وفقا للبيانات التي نشرتها “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها”.
قال ميونج تشا، الرئيس ومسؤول الاستراتيجية الأول في شركة كربون هيلث، مقدمة رعاية صحية أولية توفر علاجات ولقاحات كوفيد – 19: “ترددنا في أخذ اللقاح وتباطؤ المعدل الذي تمكنا به من تطعيم السكان المعرضين لخطر أكبر وإعطائهم الجرعة المعززة، ربما يكون الشيء الأول الذي يجعلنا معرضين للخطر جدا”.
من جهته، قال أنتوني فوتشي، كبير المستشارين الطبيين لجو بايدن الأسبوع الماضي إنه لا يتوقع أن تتطلب “الزيادة” في الحالات التي يسببها بي أيه 2 إعادة فرض قيود صارمة على التباعد الاجتماعي.
لكن تشا قال إن الإزالة السريعة للقيود من السلطات كانت مقلقة بالنظر إلى الانتشار السريع لـ”بي أيه 2″ في أوروبا واحتمال أن يفعل الشيء نفسه في الولايات المتحدة.
“أخشى أن هذا لن يؤدي إلا إلى احتدام الفيروس. هذا هو الهدوء الذي يسبق عاصفة كوفيد أخرى في الولايات المتحدة، التي ستكون أسوأ مما ينبغي أن تكون بسبب التفكير قصير المدى والتمني”، حسبما قال تشا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى