آخر الاخبارسياسة

3 قمم بشأن روسيا تزيد تقلبات النفط .. خام الأورال ينافس في الأسواق الآسيوية

بوابة الاقتصاد

شهدت أسعار النفط الخام تقلبات سعرية خلال تعاملات أمس بالتزامن مع انعقاد ثلاث قمم دولية تعقد في بروكسل لحلف شمال الأطلسي”الناتو” والاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، وذلك للتباحث حول التدابير لمواجهة أزمة الحرب الروسية على أوكرانيا.
وتلقت أسعار النفط دعما من قرار روسيا إجراء صفقات النفط والغاز مع دول الاتحاد الأوروبي بالروبل الروسي، ويضاف إلى ذلك تقلص المخزونات النفطية الأمريكية في مؤشر على تسارع وتيرة نمو الطلب العالمي.
ويجتمع وزراء الطاقة في تحالف “أوبك +” الخميس المقبل عبر الفيديو في اللقاء الشهري لمراجعة مستجدات السوق وتحديد مستوى زيادة الإنتاج في أيار (مايو) المقبل وسط توقعات بالإبقاء على النهج نفسه في إضافة 400 ألف برميل يوميا بشكل شهري لاستعادة الإنتاج المتوقف منذ اندلاع الجائحة قبل عامين على الرغم من صعوبات الوفاء بحصص الزيادة لدى بعض المنتجين.
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون، إن خام الأورال الروسي بات يستهدف الأسواق الآسيوية بصفة رئيسة، وأصبح منافسا قويا بسبب التخفيضات الكبيرة على الأسعار ما جعله جاذبا للمشترين خاصة من الصين الذين يقبلون عليه غير عابئين بالعقوبات الدولية.
وأوضح المحللون أن العقود الآجلة للنفط الخام جاءت متفاوتة، حيث تماسكت الأسعار بعد المكاسب الأخيرة وذلك على الرغم من أن أسواق النفط ظلت تعاني نقصا في المعروض بسبب نفور قطاع من المشترين من النفط الروسي إضافة إلى اضطراب الإمدادات النفطية الجديدة.
وفي هذا الإطار، يقول مفيد ماندرا نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة: إن أسعار النفط تلقت دعما قويا بعدما قررت روسيا التخلي عن الدولار واليورو في تداول النفط والغاز الروسي ردا على العقوبات الغربية وبهدف تعزيز قيمة الروبل في مقابل العملات الرئيسة الدولية.
وأشار إلى أن فرض حظر صريح من الاتحاد الأوروبي على الطاقة الروسية أمر غير مرجح في ظل الاعتماد الأوروبي الواسع على إمدادات الطاقة الروسية.
من جانبه، يقول أندرو موريس مدير شركة “بويري” الدولية للاستشارات: إن إقرار حزم جديدة من العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا ستكون له انعكاسات فورية على استقرار سوق النفط وقد تزداد الأسعار اشتعالا وهو ما جعل روسيا تحذر من أن العقوبات تهدد بكوارث في سوق النفط، وقد تقفز الأسعار إلى فوق 300 دولار للبرميل – بحسب تأكيدات ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي.
ونوه إلى تحذيرات صادرة عن العديد من الدوائر التحليلية والمراقبة لسوق النفط من أن أسعار النفط العالمية قد ترتفع إلى أكثر من 200 دولار للبرميل في الأشهر المقبلة إذا تصاعد التدخل الروسي في أوكرانيا ومع بقاء “أوبك +” حذرة في زيادة إنتاج النفط بينما يكافح الاتحاد الأوروبي والعديد من دول العالم من أجل الوصول إلى إمدادات بديلة موثوقة للوقود الأحفوري.
من ناحيته، يقول أندري جروس مدير شركة “إم إم إيه سي” الألمانية: إن ألمانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي تؤيد عدم حظر النفط الروسي وترى أن استبداله عملية صعبة ومعقدة ويجب أن تتم بشكل تدريجي ولكن في كل الأحوال ستستمر معاناة الاقتصاد العالمي من مستويات أسعار الطاقة شديدة الارتفاع لفترة غير قصيرة.
وأشار إلى أن أسعار النفط تتلقى دعما أيضا من نمو الطلب من المصافي وزيادة الصادرات الأمريكية ما أدى إلى تراجع مخزونات النفط الخام التجارية الأمريكية التي انخفضت في الأسبوع الماضي بنحو 2.51 مليون برميل إلى 413.4 مليون برميل لتصبح المخزونات أقل بنسبة 12.5 في المائة عن متوسط الأعوام الخمسة لهذا الوقت من العام – وذلك بحسب تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وبدورها، تقول ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة “أفريكان إنجنيرينج” الدولية: إن أسواق النفط الخام تعاني تقلبات متلاحقة بسبب عدم وضوح الرؤية لحجم تداعيات الحرب في أوكرانيا التي تجاوزت الشهر على اندلاعها، مشيرة إلى أن قمم بروكسل الثلاث سيكون لها تأثير في السوق خاصة إذا حملت جديدا في ملف العقوبات على النفط الخام الروسي وبالتالي سينعكس الأمر على الطلب العالمي على النفط.
وأشارت إلى أن الفترة الماضية شهدت تقلبات متلاحقة بسبب أنشطة المضاربة التي أدت إلى انخفاض السعر بنسبة 30 في المائة، وذلك قبل أن تعود أسعار النفط إلى الارتفاع مجددا بشكل حاد، موضحة أنه لا يوجد اتفاق بين الخبراء حول مسار أسعار النفط في الفترة المقبلة خاصة مع تباين المواقف الدولية تجاه التعامل مع إنتاج النفط الروسي.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط في معاملات متقلبة أمس، إذ يقيم المستثمرون إمكانية توافر إمدادات جديدة في أسواق تشهد قلة المعروض النفطي.
وبحلول الساعة 05:02 بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 58 سنتا أو 0.48 في المائة إلى 121.02 دولار للبرميل، وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 96 سنتا أو 0.84 في المائة إلى 113.97 دولار للبرميل. وصعدت عقود الخامين دولارين ودولارا على الترتيب في المعاملات المبكرة.
وحقق الخامان مكاسب كبيرة هذا الأسبوع، إذ زادت العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من 14 دولارا للبرميل أو 13 في المائة منذ الإثنين، وقفز خام غرب تكساس الوسيط أكثر من عشرة دولارات أو 10 في المائة للبرميل مع زيادة مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد التدخل الروسي في أوكرانيا.
وانخفضت مخزونات الخام الأمريكية 2.5 مليون برميل في الأسبوع الماضي في حين تراجعت مخزونات الاحتياطي النفطي الاستراتيجي للولايات المتحدة 4.2 مليون برميل وفقا لبيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وكانت أطراف السوق تتوقع زيادة بسيطة في الإمدادات.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 116.94 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 114.60 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق سادس ارتفاع له على التوالي، وإن السلة كسبت نحو 12 دولارا مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 104.03 دولار للبرميل.

زر الذهاب إلى الأعلى