آخر الاخبارسياسة

ما هي مجموعة العشرين، وهل يستطيع بايدن وحلفاؤه طرد روسيا منها فعلاً؟

بوابة الاقتصاد

يسعى الغرب إلى حصار روسيا بشكل كامل بسبب الهجوم على أوكرانيا، والخطوة التالية هي طرد موسكو من مجموعة العشرين؟ فما هي تلك المجموعة، وما أهميتها، وهل يستطيع جو بايدن وحلفاؤه حرمان بوتين من عضويتها فعلاً؟

وكان فرض العقوبات الغربية على روسيا قد بدأ منذ أعلن الرئيس فلاديمير بوتين، الأحد 21 فبراير/شباط 2022، الاعتراف باستقلال لوغانسك ودونيتسك في إقليم دونباس الأوكراني، وتصاعدت وتيرة تلك العقوبات وحدتها وشمولها مع بدء الهجوم على أوكرانيا، الخميس 24 فبراير/شباط.

ومع اقتراب الهجوم الروسي على أوكرانيا من الدخول في الشهر الثاني، تزايدت عزلة روسيا على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والرياضية، وحتى الثقافية والسينمائية، ومع فشل تلك العقوبات الغربية غير المسبوقة في إجبار موسكو على التراجع، يسعى بايدن في رحلته إلى أوروبا لحرمان بوتين من عضوية المنظمات الدولية، والدور على مجموعة العشرين.

ما هي مجموعة العشرين؟
مجموعة العشرين، كما هو واضح من الاسم، تضم في عضويتها 19 دولة زائد الاتحاد الأوروبي. والدول الأعضاء هي الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند واليابان وأستراليا والسعودية والبرازيل وإندونيسيا وكندا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وتركيا والأرجنتين وجنوب إفريقيا والمكسيك وكوريا الجنوبية.

المجموعة عبارة عن منتدى دولي تأسَّس عام 1999، بهدف مناقشة السياسات الخاصة بتعزيز الاستقرار المالي الدولي، إضافة إلى التعامل مع القضايا أو الأزمات التي تكون أكبر من قدرة دولة واحدة، مثل جائحة كورونا والتغير المناخي، على سبيل المثال.

تمثل اقتصادات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين حوالي 90% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، ونحو ثلثي عدد سكان الكوكب، وحوالي 80% من إجمالي حركة التجارة العالمية، ومساحة الدول الأعضاء فيها تمثل حوالي نصف مساحة اليابسة في الكرة الأرضية.

وفي الفترة من 1999 حتى 2008، كانت اجتماعات مجموعة العشرين تضم وزراء المالية والخارجية ومحافظي البنوك المركزية، لكن مع تزايد أهمية المجموعة وتأثيرها عالمياً، أصبحت اجتماعاتها قمماً يحضرها زعماء الدول الأعضاء.

ولا يمثل قارة إفريقيا في مجموعة العشرين سوى جنوب إفريقيا، بينما تمثل آسيا السعودية والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا، وتمثل أستراليا القارة التي تحمل اسمها، بينما الولايات المتحدة والمكسيك وكندا تمثل قارتها (أمريكا الشمالية)، وتمثل الأرجنتين والبرازيل أمريكا الجنوبية، بينما تمثل المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي الاتحاد الأوروبي، وتحضر دول كألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا ممثلة لنفسها.

وكان من المفترض أن تحل المجموعة، منذ 2008، محل مجموعة الثمانية، التي كانت تضم الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وكندا واليابان، وكانت تسمى مجموعة الدول الصناعية الكبرى، لكن ذلك لم يحدث، واستمرت مجموعة العشرين جنباً إلى جنب مع مجموعة الثماني، التي كانت قد تأسست عام 1997.

لكن عام 2014، أصبحت مجموعة الثماني تعرف باسم مجموعة السبع، بعد أن تم “تعليق” عضوية روسيا، على خلفية ضم موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية ودعم الحركات الانفصالية في الأقاليم الشرقية. ولا تزال عضوية روسيا في مجموعة السبع معلقة، علماً أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، كان قد سعى إلى رفع تعليق عضوية موسكو وإعادتها للمجموعة، لكن ذلك لم يحدث.

ماذا يريد بايدن من مجموعة العشرين الآن؟
يتوجه الرئيس الأمريكي بايدن إلى بروكسل، الأربعاء 23 مارس/آذار، لإجراء محادثات مع الزعماء الأوروبيين بشأن الحرب في أوكرانيا، حاملاً معه خططاً لفرض مزيد من العقوبات على موسكو، قالت مصادر إنها تشمل أعضاء في البرلمان الروسي، بحسب رويترز.

رحلة بايدن، الثانية إلى أوروبا منذ تولى منصبه مطلع العام الماضي، تشمل محادثات في بروكسل مع قادة حلف شمال الأطلسي والقادة الأوروبيين، وزيارة للعاصمة البولندية وارسو، لإجراء مشاورات مع الرئيس البولندي أندريه دودا.

وقال مصدران مطلعان إن بايدن وفريقه يعكفان على تطوير خطط لفرض عقوبات على أعضاء بمجلس النواب الروسي (الدوما)، ومن المتوقع إعلان العقوبات الخميس، وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن العقوبات قد تشمل 300 من أعضاء مجلس الدوما.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض “لم يتم اتخاذ قرارات نهائية بشأن من سنفرض عليهم عقوبات وعددهم”. وأضاف “سنعلن عن إجراءات إضافية بشأن العقوبات بالاشتراك مع حلفائنا، يوم الخميس، عندما تتاح للرئيس فرصة التحدث معهم”.

كما تدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون مسألة استبعاد روسيا من مجموعة العشرين للاقتصادات الرئيسية، وفق ما أبلغت به مصادر مشاركة في المناقشات رويترز.

وقال مصدر كبير في مجموعة السبع لرويترز “جرت مناقشات بخصوص ما إذا كان من المناسب أن تكون روسيا جزءاً من مجموعة العشرين… إذا ظلت روسيا عضواً فستصبح منظمة أقل فائدة”.

ورداً على سؤال عما إذا كان بايدن سيتحرك لإخراج روسيا من مجموعة العشرين، عندما يجتمع مع حلفاء في بروكسل، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان للصحفيين في البيت الأبيض الثلاثاء “نعتقد أنه لا يمكن أن تسير الأمور كعادتها بالنسبة لروسيا… في المؤسسات الدولية وفي المجتمع الدولي”.

ومع ذلك، قال إن الولايات المتحدة تخطط للتشاور مع حلفائها قبل إصدار أي تصريحات أخرى.

بولندا تريد “وراثة” مقعد روسيا
مصدر من الاتحاد الأوروبي أكد لرويترز أن وضع روسيا سيكون محل بحث في الاجتماعات المقبلة لمجموعة العشرين، التي تتولى إندونيسيا رئاستها حالياً. وقال المصدر “لقد أُوضح لإندونيسيا أن حضور روسيا في الاجتماعات الوزارية المقبلة سيكون مشكلة كبيرة للدول الأوروبية”، مضيفاً أنه لا توجد عملية واضحة لاستبعاد دولة.

وكانت بولندا قد قالت الثلاثاء إنها اقترحت على مسؤولي التجارة الأمريكيين أن تحل محل روسيا في مجموعة العشرين، وإن الاقتراح تلقى “استجابة إيجابية”. وقال متحدث باسم وزارة التجارة الأمريكية، إنه تم عقد “اجتماع جيد” الأسبوع الماضي بين وزير التنمية الاقتصادية والتكنولوجيا البولندي بيوتر نواك ووزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو.

لكنه أضاف “رحبت (ريموندو) بالاستماع إلى آراء بولندا، بشأن عدد من الموضوعات، ومنها عمل مجموعة العشرين، لكنها لم تعبر عن موقف نيابة عن حكومة الولايات المتحدة فيما يتعلق باقتراح بولندا الخاص بمجموعة العشرين”.

هل يمكن فعلا طرد روسيا من مجموعة العشرين؟
المصدر في مجموعة السبع قال لرويترز إنه من غير المرجح أن توافق إندونيسيا أو أعضاء مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا والصين على استبعاد روسيا من المجموعة.

وقال مسؤول من إحدى دول مجموعة العشرين في آسيا “من المستحيل إخراج روسيا من مجموعة العشرين”، ما لم تتخذ موسكو مثل هذا القرار من تلقاء نفسها، وأضاف “ببساطة لا يوجد أي إجراء لحرمان روسيا من عضوية مجموعة العشرين”.

كما قالت المصادر إن احتمال رفض دول في المجموعة، مثل الصين والهند والسعودية وغيرها، أي محاولة لاستبعاد روسيا، زاد من احتمال عدم حضور بعض الأعضاء اجتماعات هذا العام.

وزارة الخارجية الإندونيسية امتنعت عن التعليق على دعوات لاستبعاد روسيا، بينما قال نائب محافظ البنك المركزي دودي بودي واليو، الإثنين، لرويترز، إن موقف إندونيسيا محايد على الدوام، لكنه أشار إلى مخاطر الانقسامات بشأن هذه القضية، وقال إنها ستستخدم قيادتها لمجموعة العشرين لمحاولة حل أي مشاكل.

وأضاف أن روسيا لديها “التزام قوي” بحضور اجتماعات مجموعة العشرين، ولا يمكن للأعضاء الآخرين منعهم من الحضور.

وقالت سفيرة روسيا لدى جاكرتا ليودميلا فوروبيوفا، الأربعاء، إن الرئيس بوتين يعتزم حضور قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها إندونيسيا هذا العام، وأضافت في مؤتمر صحفي “ليس فقط مجموعة العشرين، بل العديد من المنظمات تحاول طرد روسيا… رد فعل الغرب غير متناسب تماماً”.

ولأن الأزمة الأوكرانية هي بالأساس صراع جيوسياسي بين روسيا وحلف الناتو، بقيادة الولايات المتحدة، فقد توحّدت العواصم الغربية بصورة غير مسبوقة في رفضها لما تصفه بالغزو الروسي، وسارعت بفرض عقوبات اقتصادية غير مسبوقة، وتزويد أوكرانيا بأطنان من الأسلحة، وفتح باب التطوع للقتال في أوكرانيا، وهو ما لم يكن يتوقعه الرئيس الروسي، بحسب كثير من المحللين.

لكن على الجانب الآخر، فإن الصين ودولاً أخرى لا تقف مع المعسكر الغربي، بل هي أقرب إلى الموقف الروسي، وبالتالي فإن نجاح واشنطن في طرد موسكو من مجموعة العشرين قد لا يكون وارداً على الأرجح، خصوصاً بعد أن أعلنت الصين رفضها مقترح استبعاد روسيا من الأساس، بحسب رويترز.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، إن مجموعة العشرين تحتاج إلى إيجاد حلول للقضايا الحرجة، مثل التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا، وقال في إحاطة إخبارية “لا يحق لأي عضو استبعاد دولة أخرى من عضوية المجموعة، يجب على مجموعة العشرين تطبيق تعددية حقيقية وتعزيز الوحدة والتعاون”.

زر الذهاب إلى الأعلى