ضغوط النيكل تهدد مكانة بورصة لندن للمعادن
بوابة الاقتصاد
وسط غضب المستثمرين للسماح بارتفاع الأسعار 250% في يومين
حدث أول ضغط قصير في بورصة لندن للمعادن منذ أكثر من قرن، ففي عام 1887 شرع الصناعي الفرنسي بيير سيكريتان في محاصرة سوق النحاس، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بأكثر من الضعف قبل أن يفقد قبضته عليه وينهار، وفي السنوات التي تلت ذلك نجت هذه البورصة من الحروب العالمية والفضائح والتخلف عن السداد، وترسخ مكانتها كمؤسسة في مدينة لندن التي تُعد موطن الأسعار المعيارية العالمية للمعادن الصناعية الرئيسية في العالم، ولكن هذه المكانة الآن تحت التهديد نتيجة ضغط قصير آخر تتعرض له هذه البورصة العريقة، ولكن هذه المرة بسبب النيكل الذي يعيث فساداً في عالم المعادن في الوقت الحالي؛ فالمستثمرون غاضبون من البورصة، لأنها سمحت للأسعار بالارتفاع بنسبة 250% في أقل من يومين، ثم بلغت بأثر رجعي 3.9 مليار دولار في التداولات، وعندما حاولت إعادة فتح السوق تعطل نظام التداول الإلكتروني لها بشكل متكرر.
إن الدور الضخم لبورصة لندن في كيفية شراء المعادن الصناعية وبيعها يعني أن هؤلاء التجار والمستثمرين الغاضبين لديهم بدائل قليلة، ومن جهة أخرى ستلقي تداعيات ضغط النيكل بظلال طويلة الأمد عليها وتورطها في التحقيقات والدعاوى القضائية لسنوات، وتثير تساؤلات حول هيكلها وملكيتها ومراقبتها. ويقول مارك طومسون، المدير التنفيذي للتعدين وتاجر المعادن السابق في ترافيجورا جروب الذي ظهر كأحد أكثر منتقدي البورصة صراحةً: «فجأة بدت بورصة لندن للمعادن بأنها غير كفء. هي بحاجة إلى إصلاح من الجذور». وفي مقابلة، قال الرئيس التنفيذي لشركة بورصة لندن للمعادن، ماثيو تشامبرلين، إن الأسبوعين الماضيين كانا وقتين عصيبين بشكل لا يصدق بالنسبة للسوق، وإنه يركز على ضمان عدم تكرار أحداث من هذا النوع.
في 8 مارس عندما ارتفعت أسعار النيكل إلى أكثر من 100000 دولار للطن وصلت تلك التوترات إلى ذروتها، وعندما قررت البورصة إلغاء ساعات من الصفقات وإعادة الأسعار إلى 48،078 دولاراً اختارت الصناعات المادية على الصناديق، وعلى نحو فعال كانت هناك عملية إنقاذ بعدة مليارات من الدولارات قام بها رجل الأعمال الصيني شيانغ قوانغدا، والذي راهن بشكل كبير على أن الأسعار ستنخفض، فيما كانت البورصة أيضاً تقوم بأدوار في هذه الأزمة في ما بتعلق بتجار النيكل الصغار الآخرين، ووسطاء المعادن والذين كانوا أيضاً في مأزق عندما ارتفعت الأسعار.
تأسست البورصة في عام 1877 وتملكها الآن «هونج كونج للمقاصة وتداول الأوراق المالية المحدودة»، وتؤدي أدواراً متعددة؛ فبالنسبة لصناعة المعادن فهي أداة أساسية توفر الأسعار المضمنة في كل عقد تقريباً، فيما تشكل للمستثمرين والبنوك والوسطاء مكاناً لكسب المال، وهي أيضاً مؤسسة كان لا بد من استمرارها إلى القرن الحادي والعشرين وليس فقط عندما يتعلق الأمر بالتقنية؛ وتُعد بورصة شنغهاي للعقود الآجلة بورصة المعادن الرئيسية الأخرى في العالم، ولكن يتعذر الوصول إليها إلى حد كبير للمتداولين الدوليين، ومع ذلك، ومع تجميد سوق النيكل في بورصة لندن للمعادن خلال الأسبوعين الماضيين، تحولت أنظار العالم إليها؛ ويرى بعض الخبراء أنها خلال 5 إلى 10 أعوام ربما تصبح الشقيق الأكبر لبورصة لندن بعد أن كانت الأصغر.