كيف تحقق قيمة مضافة فعلية من توظيف احترافي للرقمنة في إدارة الثروات؟
بوابة الاقتصاد
قال عالم الفيزياء الشهير “ألبرت أينشتاين” ذات مرة، إن مقياس الذكاء هو مدى القدرة على التكيف والتغيير. كان الرجل يرى ببساطة أن قدرة الفرد أو الشركة على التكيف تعد دليلًا ملموسًا على القدرة الإبداعية الكامنة من جهة، ومؤشرًا مباشرًا على إمكانية استمرار النجاح في المستقبل من جهة أخرى، خصوصًا أن الواقع يخبرنا بأن كل شيء في الوجود في حركة دائمة كحركة النهر في مجراه، ومن هنا تظهر أهمية التكيف مع الجديد.
في السنوات الأخيرة، شهد العالم أحداثًا غير مسبوقة غيرت طريقة تفكير الكثير وعيشهم وتوقعاتهم من مقدمي الخدمات المختلفة، وهو ما يفرض على الشركات، وفي صلبها الشركات العاملة في قطاع إدارة الثروات، ضرورة المواكبة والتكيف مع التغيرات والمستجدات بتطوير نفسها. يقف الجميع أمام تحدٍ جاد: إما التكيف وإما الاندثار.
السؤال الصعب الذي يواجهه مديرو الثروات خاصة يتعلق بمدى استعدادهم لتلبية احتياجات العملاء وتحقيق أهدافهم وخدمتهم بالطريقة التي تروق لهم في واقع متغير وشديد الديناميكية. وقطاع إدارة الثروات بشكل عام لطالما عرف ببطئه في تبني التقنيات والحلول التكنولوجية الجديدة، حيث يفضل التمسك بطرق العمل التقليدية المجربة التي اعتاد عليها.
وهذا التمسك بالحلول والخدمات التقليدية خلق فجوة بين ما يقدمه كثير من الشركات العاملة في هذا القطاع وتوقعات العملاء الذين أصبحت الحلول التكنولوجية والرقمية جزءًا لا يتجزأ من جوانب كثيرة في حياتهم. والنتيجة هي أن أصحاب الثروات لديهم احتياجات ومتطلبات لا يلبيها كثير من مديري الثروات العاملين بالسوق، وهذا ما خلق حالا من عدم الرضا.
عملاء ساخطون .. أين الخلل؟
أشار تقرير الثروة العالمي لعام 2020 الصادر عن شركة الاستشارات الفرنسية “كابجيميني” إلى أن أكثر من 60% من أصحاب الثروات الكبيرة من العملاء غير راضين عن خدمة تخصيص الأصول التي يقدمها مديرو ثرواتهم، وهو ما يشير إلى فجوة واضحة بين تطلعات العملاء ورغباتهم وجودة خدمة مديري الثروات.
ما أشار إليه التقرير السابق، يفسره تقرير الثروة العالمية الصادر عن شركة الاستشارات الأمريكية Boston Consulting Group، حيث أوضح أن ما يسمى “العملاء ذوو الاحتياجات البسيطة” الذين تتراوح ثرواتهم ما بين 100 ألف دولار وثلاثة ملايين دولار، لا يحصلون على اهتمام كاف من مستشاريهم الماليين، كما أن لديهم قائمة غير قصيرة من الشكاوى.
فإلى جانب ضعف جودة خدمة تخصيص الأصول، تعاني هذه الفئة من العملاء من تعقيد بعض المنتجات الاستثمارية وانعدام الشفافية حول ما يفرض عليهم فعلاً من رسوم، فضلاً عن عدم حصولهم على الفرصة الكافية للتعاطي مع مستشارين لديهم خبرة، وهذا إلى جانب سوء خدمة الاتصال بخط المساعدة، حيث يضطرون أحيانًا للانتظار لفترات طويلة على الهاتف، وأخيرًا وليس آخرًا يشتكون كذلك من التقصير في تثقيفهم ومحو أميتهم المالية.
حتى العملاء من أصحاب الثروات الكبيرة الذين تسميهم الشركة الأمريكية “الالتراز الجدد” New Ultras، وهم من تتراوح أعمارهم ما بين 20 و50 عامًا ويمتلكون أو في طريقهم لامتلاك ثروة تتجاوز 100 مليون دولار، لديهم مشاكلهم الخاصة، حيث يشتكي بعضهم بحسب التقرير من سوء خدمة التخصيص، بالإضافة إلى عدم اهتمام بعض مديري الثروات بتقديم منتجات يبرز فيها حرصهم على إضفاء الطابع الشخصي لكل عميل، وتوفر له في الوقت نفسه أحدث الحلول الرقمية.
التحول الرقمي في إدارة الثروات كما يجب أن يكون
لا خلاف اليوم على نشوء حاجة ملحة لنموذج رقمي جديد لإدارة الثروات يجمع بين أفضل ما في الإنسان وأفضل ما في التكنولوجيا الرقمية. وفي هذا الإطار تشير شركة “بوسطن كونسالتنغ غروب” أن النموذج الرقمي القادر على فهم العميل وتلبية احتياجاته يتكون من خمسة عناصر أساسية.
يتضمن العنصر الأول التقنيات المتقدمة، كالتحليلات السلوكية والأدوات الرقمية التي تمكن مديري العلاقات من تقديم تجارب تناسب كل عميل بشكل شخصي وفي الوقت المناسب.
أما العنصر الثاني، فيدور حول إتاحة فرصة التعلم السياقي، حيث إن التعلم جزء متضمن في الخبرة ويتم بناؤه بأسلوب شخصي، ومن ثم تبرز أهمية التعلم في سياق واقعي يسمح للعملاء ذوي المستويات المختلفة من المعرفة المالية باتخاذ قرارات أفضل مستقبلًا.
ثالث عناصر النموذج الرقمي الناجح لإدارة الثروات هو تصميم تجربة استخدام أكثر ذكاءً وسهولة للعملاء يظهر فيها المحتوى بطريقة واضحة ومباشرة، تجعلهم قادرين على الوصول لأي معلومة أو خدمة على الموقع أو التطبيق بمنتهى السلاسة.
أما رابع وخامس تلك العناصر فهو وجود نموذج تسعير مبسط وواضح وشفاف، وتوفير فرص استثمار حصرية لا تتاح عادة إلا لكبار المستثمرين.
إلى الآن تبدو الوصفة سهلة، ولكن بناء نموذج رقمي لإدارة الثروات أمر صعب بعض الشيء. فوفقًا لتقرير التحول الرقمي الصادر عن شركة البيانات المالية “Refinitiv”، يرى 50% من مديري الثروات أن توفير تجربة رقمية متطورة لعملائهم يمثل تحديًا لشركاتهم.
في الوقت نفسه، تشير شركة الاستشارات الأمريكية “ماكينزي” إلى أن مشاريع التحول الرقمي تحقق في 45% من الحالات أرباحًا أقل من المتوقع. وتوضح شركة الاستشارات “ديلويت” أن فرص نجاح مشاريع التحول الرقمي لا تتأثر فقط بمدى قدرة مديري الثروات على التعامل مع اللوائح والقوانين المعقدة، بل تتأثر كذلك بالبنية التحتية المالية والقانونية المعقدة التي تشمل أنظمة متباينة وطرق عمل متضاربة.
The Family Office تطلق المنصة الرقمية الفريدة من نوعها في الخليج
قبل سنوات، أدركت شركة إدارة الثروات الرائدة في الخليج “The Family Office” أهمية الرقمنة وما تقدمه من حلول للعملاء، وبدأت رحلة تحولها الرقمي في 2020. وتجسد أول كنوز تلك الرحلة في منصة إدارة الثروات الرقمية الأولى من نوعها في دول مجلس التعاون الخليجي، تقدم حلولًا تناسب كل مستثمر في قاعدة عريضة من المستثمرين.
أبرز ما يميز هذه المنصة الرقمية هو أنها تجعل من إدارة الثروات عملية بسيطة وشفافة من خلال لوحات المعلومات المنسقة بشكل مرتب وواضح. هذا طبعًا إلى جانب وجود أدوات تفاعلية تتيح للعملاء إنشاء محافظ وتصوّر أداء الأصول في غضون دقائق معدودة.
المنصة الفريدة من نوعها في الخليج توفر كذلك للعملاء فرصة للتعلم بإتاحة الوصول إلى التحليلات والفعاليات الاستثمارية الحصرية. كما تضع أمام العملاء مجموعة واسعة من فرص استثمار حصرية في فئات متباينة من الأصول في أماكن مختلفة حول العالم، وهي فرص عادة ما تكون متاحة فقط لكبار المستثمرين المؤسساتيين.
بأي حال لا تعد منصة The Family Office الجديدة صدفة أو ضربة حظ، بل هي تتويج لجهود بذلت على مدى ثمانية عشر عامًا نجحت خلالها “The Family Office” في الحفاظ على ثروة تزيد قيمتها على مليارَي دولار وإدارتها وتنميتها لصالح مئات الأفراد والعائلات من أصحاب الثروات منذ 2004. عبر هذه المنصة، تقود الشركة العريقة التحول الرقمي في صناعة إدارة الثروات بدول مجلس التعاون الخليجي.
عن The Family Office:
تخضع The Family Office في البحرين وThe Family Office International Investment Company في الرياض لرقابة مصرف البحرين المركزي وهيئة السوق المالية لخدمة المئات من العائلات والأفراد والمستثمرين. تساعد الشركة عملاءها لتحقيق أهدافهم من خلال استراتيجيات استثمارية مصممة خصيصا لتلبية احتياجاتهم الفريدة.
إخلاء مسؤولية:
The Family Office Co. BSC(c) هي شركة استثمارية من الفئة الأولى تخضع لرقابة مصرف البحرين المركزي، ومُرخّصة بسجل تجاري رقم 53871 صادر بتاريخ 21/6/2004، وبرأس مال مُصرّح به ومدفوع قدره 10,000,000 دولار أمريكي. ولا تُقدّم The Family Office Co. BSC(c) منتجاتها وخدماتها سوى إلى “مستثمرين معتمدين” على النحو المحدد من قِبل مصرف البحرين المركزي.
شركة مكتب العائلة العالمية للاستثمار، شركة شخص واحد مساهمة مقفلة برأس مال مدفوع 20 مليون ريال – سجل تجاري رقم (7007701696) – مرخصة من قبل هيئة السوق المالية ترخيص رقم (30-182-17)، لتقديم خدمات إدارة الاستثمارات وتشغيل الصناديق، والترتيب والمشورة في الأوراق المالية.