“جوجل” و”ميتا”.. المنافسون المحتملون لم يعد بإمكانهم التنافس
بوابة الاقتصاد
فتحت الجهات التنظيمية في أوروبا والمملكة المتحدة تحقيقا لمكافحة الاحتكار في الصفقة التي عقدت بين جوجل وميتا التي تتعلق بالإعلان عبر الإنترنت، في أحدث جهود التصدي للقوة السوقية لأكبر شركات التكنولوجيا في العالم.
تأتي هذه الخطوة بعد قيام محققين أمريكيين في مكافحة الاحتكار بالتحقيق أيضا في اتفاق يعرف بشكل غير رسمي باسم “جيداي بلو”. حيث اتهم محرك البحث العملاق والشركة الأم لفيسبوك بالعمل معا لتقسيم أرباح الإعلانات، والتكاتف معا لدعم أعمالهما التجارية.
تمثل تحقيقات الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة أحدث هجوم على شركات التكنولوجيا الكبرى من قبل المنظمين العالميين الذين يستعدون أيضا لإطلاق قوانين جديدة مصممة لتحدي الصدارة التي تتمتع بها مجموعات مثل جوجل، وميتا وأمازون. ردا على ذلك، أطلقت مجموعات التكنولوجيا الأمريكية جهود الضغط في واشنطن وبروكسل في محاولة منها لحماية مصالحها.
قالت مارجريت فيستاجر، مفوضة شؤون المنافسة بالاتحاد الأوروبي، لـ”فاينانشيال تايمز”: “إن الإعلانات مهمة للغاية، ولهذا السبب، من المهم أن تكون هناك منافسة حول من يمكنه وضع الإعلانات وأين توضع”. قالت إن المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي اتفقتا على فتح تحقيق في الأمر في اليوم نفسه.
أضافت: “إن هناك آخرين غير جوجل يفعلون ذلك. ما نشك فيه هنا هو أنه ربما حصل اتفاق بين جوجل، وفيسبوك، لاستخدام خدمات جوجل وليس الخدمات المنافسة. هذه مشكلة كبيرة”.
من المحتمل أن تخسر الشركات التي تنتهك قانون الاتحاد الأوروبي ما يصل إلى 10 في المائة من إيراداتها العالمية، لكن الإجراءات القانونية قد تستغرق أعواما.
قالت جوجل إن “المزاعم بشأن اتفاقية جيداي بلو غير صحيحة”. أضافت: “إن الهدف من هذا البرنامج هو العمل مع مجموعة من شبكات الإعلانات والبورصات لزيادة الطلب على المساحات الإعلانية للناشرين، ما يساعد هؤلاء الناشرين على كسب مزيد من الإيرادات”.
قالت ميتا: “إن الاتفاقية غير الحصرية مع جوجل والاتفاقيات المشابهة التي أبرمناها مع منصات أخرى، قد ساعدت في زيادة المنافسة على مواضع الإعلانات”.
تعهدت المجموعتان بالتعاون مع المنظمين.
أصبحت جوجل وميتا أهدافا منتظمة لتحقيقات مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي في الأعوام الأخيرة، وأصبحت أوروبا مركزا لرد فعل تنظيمي عنيف ضد القوة الاقتصادية لشركات التكنولوجيا الكبرى.
قالت فيستاجر إن المفوضية الأوروبية تحقق أيضا في الاشتباه بأن جوجل ربما قد تصرفت بمفردها دون علم ميتا. وأضافت: “لم نتحقق بعد ما إذا كان الأمر يتعلق بجوجل وحدها أو ما إذا كانت الشركتان متورطتين معا. قالت إنه ليس من المسلم به أن ميتا كانت مدركة لآثار الصفقة وهذا ما يتعين علينا التحقيق فيه”.
يعد التحقيق المنسق من قبل بروكسل وهيئة تنظيم المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة هو المحاولة الثانية في أقل من عام التي يشن فيها المنظمان هجوما مشتركا على شركات التكنولوجيا الكبرى، بعد قيامهم بالتحقيق مع فيسبوك في حزيران (يونيو).
تقوم المفوضية الأوروبية وهيئة تنظيم المنافسة والأسواق البريطانية بتقييم سوء استخدام ميتا لمركزها المهيمن في وسائل التواصل الاجتماعي أو أسواق الإعلانات الرقمية من خلال استخدامها البيانات. لا يزال هذا التحقيق مستمرا.
قال أندريا كوسيلي، الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم المنافسة والأسواق البريطانية: “إننا قلقون من أن تكون جوجل قد تعاونت مع ميتا لوضع عقبات في طريق المنافسين الذين يقدمون خدمات إعلانية مرئية مهمة عبر الإنترنت للناشرين”.
كشفت هيئة تنظيم المنافسة والأسواق البريطانية لأول مرة عن مشكلات تتعلق بدور كل من جوجل وميتا المهيمن في سوق الإعلان عبر الإنترنت في تقرير نشر في تموز (يوليو) 2020. حيث تمتلك جوجل أكثر من 90 في المائة من سوق إعلانات البحث البالغة 7.3 مليار جنيه استرليني في المملكة المتحدة بينما تتحكم ميتا في أكثر من النصف من سوق الإعلانات المرئية البالغة 5.5 مليار جنيه استرليني.
قالت هيئة الرقابة البريطانية إن جوجل وفيسبوك تتمتعان بالحماية من خلال “ميزة المنصب القوي (…) لدرجة أن المنافسين المحتملين لم يعد بإمكانهم التنافس على قدم المساواة معهما”. قالت إن القوة السوقية لكلتا الشركتين كان لها “تأثير كبير في الأسعار والإيرادات”.
تهدف هيئة تنظيم المنافسة والأسواق البريطانية إلى معالجة الأضرار المحتملة الناجمة عن قوة المنصات على شبكة الإنترنت من خلال وحدة الأسواق الرقمية الجديدة، وهي هيئة تنظيمية للتكنولوجيا تقع ضمن هيئة الرقابة. من المتوقع إطلاق هذه الوحدة رسميا من خلال تشريع جديد في الأشهر المقبلة.