الايطالية كيارا كافالييري أكبر داعمين للثقافة والحوار والأخوة بين إيطاليا و مصر

كتب – أحمد العجمي:

تستمر شخصية كيارا كافالييري في البروز كمنارة في مجال التعاون الثقافي والحوار بين الأديان بين إيطاليا ومصر. من خلال التزامها الذي يمتد من الدبلوماسية إلى العمل الاجتماعي، ومن الفن إلى الحوار بين الأديان، تمثل كافالييري جسراً بين ثقافتين غنيتين وعريقتين.

الثقافة والدبلوماسية: نجاحات كيارا كافالييري

بصفتها رئيسة لجمعية إريدانوس الإيطالية-المصرية، قادت كافالييري أحداثاً بارزة، مثل معرض “توت عنخ آمون: 100 عام من الأسرار” الذي افتُتح في مدينة البندقية. استضافت خلاله شخصيات مرموقة مثل القنصل العام المصري منال محمد عبد الدايم ورئيس المجلس الإقليمي الفينيسي روبرتو تشيامبيتي، مما أثبت قدرتها الفريدة على بناء حوارات وعلاقات هامة بين البلدين.

وعلى الرغم من إقامتها في مدينة تيرني، فإن اسمها يتردد في أروقة البرلمان، وفي قاعات مبنى الكابيتولينو، ونادي وزارة الخارجية، والسفارات، وكذلك في الجامعات، وبالأخص في الأكاديمية المصرية حيث تُعد بمثابة بيتها الثاني. ربما بسبب مصادفة فلكية تمنحها ملامح شرق أوسطية، تجسد كيارا كافالييري منذ سنوات طويلة حبها العميق لمصر، وهو حب نشأ عفوياً واستمر دون أن تطلب شيئاً في المقابل.

الدبلوماسية والعلاقات المؤسسية

تشغل كيارا كافالييري أيضاً منصب نائب رئيس مركز دراسات القناصل الفخريين، وتشارك بنشاط في لقاءات مؤسسية هامة، مثل مؤتمر الاتحاد الدولي للقناصل الفخريين (UCOIM) الذي عُقد في روما. خلال هذه الفعاليات، تناولت بمهارة قضايا أساسية تتعلق بالتعاون الثقافي والعلمي الدولي، متعاونة مع شخصيات بارزة من الدبلوماسيين الإيطاليين والأجانب.

كاتبة وصحفية مرموقة

ككاتبة وصحفية، تجري كيارا كافالييري مقابلات مع دبلوماسيين وخبراء في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط، ومع كتّاب وشخصيات ثقافية، مع التركيز على العالم المصري. تتعاون بشكل دائم مع مجلات مثل Anubi Magazine، وقنوات مثل Anubi TV ومجلة Egitto-Ora، بالإضافة إلى نشر مقالاتها بانتظام في صحف مثل Osservatore Quotidiano، وReport Difesa، وMeridiano Italia، وV Magazine.

في عام 2022، تم الإعلان عنها كـ“شاهد دولي” للمتحف الأثري في شرم الشيخ، وهو اعتراف مرموق يعكس التزامها الذي لا يعرف الكلل في الترويج للثقافة المصرية.

قوة الحوار من خلال الرياضة

حدث هام آخر كان خلال منتدى تحدي الأبطال، الذي نظمته الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ. كان بطلَي الحدث الشاب المصري محمد الحسيني والفتى الإيطالي فلافيو لوتشي، المصاب بمتلازمة داون.

بدعم من كيارا كافالييري، التي رافقت ابنها فلافيو في هذه التجربة الفريدة، تحول السباق الذي امتد لمسافة كيلومتر واحد في البحر إلى احتفال بالأخوة والتضامن. اجتاز السباحان خط النهاية معاً، وهما يمسكان بأيدي بعضهما البعض ويغنيان: “تحيا مصر وتحيا إيطاليا”. جسد هذا العمل أهمية الاحترام المتبادل والمشاركة، مما أثبت أن الحوار بين الشعوب يمكن أن يمر حتى عبر الرياضة.

الالتزام بالحوار بين الأديان والعمل الاجتماعي

تعمل كيارا كافالييري أيضاً بجد في مجال العلاقات الدينية. حيث تسعى لتعزيز العلاقات بين ممثلي المجتمعات الإسلامية والسلطات المحلية في منطقة أومبريا، وتشجع الحوار بين الأديان على المستويين المحلي والدولي. وفي تيرني، ساهمت في إنشاء أول منطقة لدفن الموتى المسلمين في مقبرة كوليسيبولي، وهو مشروع يبرز التزامها بالتكامل واحترام التنوع.

رؤية واضحة ومتعمقة للشرق الأوسط

تُعد كيارا كافالييري خبيرة معترف بها في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط، خاصة في الشأن المصري. تملك فهماً عميقاً للجوانب العديدة لهذه المنطقة المعقدة، بما في ذلك التدخلات الدولية و”اللعبة الكبرى” التي تُمارَس هناك وما ينتج عنها من تداعيات مأساوية. وفي كتاباتها، التي تتسم بالحب العميق لمصر، لا تتجاهل أي جانب سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي، مما يمنحها مصداقية واحتراماً كبيرين.

خاتمة

تُعد كيارا كافالييري نموذجاً فريداً لكيفية الجمع بين الثقافة والدبلوماسية والحوار بين الأديان والشغف لبناء جسور بين الشعوب والأمم. من خلال عملها الدؤوب، تترك أثراً لا يُمحى في قلوب وعقول كل من يؤمن بقوة الأخوة والتفاهم المتبادل.