تغير الوضع الاقتصادي بين عشية وضحاها .. غموض عميق
بوابة الاقتصاد
أكد إجنازيو فيسكو، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، أن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا “غير سيناريو الاقتصاد الكلي بعد عشية وضحاها تقريبا”، بحسب وكالة “بلومبيرج” للأنباء.
وقال فيسكو في فرانكفورت أمس، “في الوضع الحالي، حتى الاستقرار المالي يواجه خطرا كبيرا من الاضطراب المحتمل لإمدادات الطاقة وعواقبها على الاقتصاد الحقيقي والوسطاء”.
وأضاف فيسكو، الذي يرأس البنك المركزي الإيطالي “مثل هذا الغموض العميق يأتي نظرا لغلق الروابط داخل الأنظمة المالية العالمية”.
من جهتها، أكدت روسيا أمس أنها سددت أول دفعة مترتبة للسندات ما يبعد إمكان تخلفها عن الدفع، بينما تم تجميد أصول لها في الخارج بسبب عقوبات غربية.
وقالت وزارة المال في بيان إن “أمر الدفع لتسديد فوائد سندات بقيمة إجمالية تبلغ 117.2 مليون دولار نفذ”.
وأوضحت الوزارة أنها أرسلت الأموال إلى “مصرف أجنبي” في 14 آذار (مارس).
وبحسب “الفرنسية”، فإنه بعد دقائق قالت الحكومة الروسية إن الدفعة تمت بالدولار، وليس الروبل بعدما هددت موسكو مرارا بتسديد ديونها الخارجية بالعملة الروسية.
من جهته، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن “روسيا لديها كل الوسائل والإمكانات اللازمة لتجنب التخلف عن السداد ولا يمكن أن يحدث تقصير”، وأضاف إذا حدث تقصير فسيكون أمرا مصطنعا بطبيعته.
وكان أمام موسكو حتى 16 آذار (مارس) لتسديد هذا المبلغ الذي يشكل دفعة أولى من سلسلة دفعات مترتبة في آذار (مارس) ونيسان (أبريل).
ردا على التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا جمد جزء من الاحتياطيات الروسية في الخارج بقيمة 300 مليار دولار بموجب العقوبات الغربية.
وتثير هذه العقوبات مخاوف من تخلف موسكو عن تسديد دفعات مترتبة عليها.
وشلت العقوبات الغربية جزءا من النظام المصرفي والمالي للبلاد، وتسببت في انهيار سعر الروبل. والتخلف عن السداد يقطع الدولة عن الأسواق المالية ويهدد عائدتها لأعوام.
من جهة أخرى، أعلن ناطق باسم شركة باتك فيليب السويسرية للساعات أن الشركة أوقفت بشكل مؤقت كل الشحنات إلى روسيا.
وقال الناطق إن القرار جاء تمشيا مع الإجراءات المتخذة من جانب الحكومة السويسرية والاتحاد الأوروبي.
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي حظر صادرات المنتجات الفخمة، التي تبلغ قيمتها أكثر من 300 يورو إلى روسيا.
وبحسب إحصاءات اتحاد صناعة الساعات السويسرية، ارتفعت صادرات صناعة الساعات السويسرية لروسيا 36 في المائة في أول شهرين من 2022 إلى 42.7 مليون فرانك سويسري، أما بالنسبة للشحنات على مدار عام كامل إلى هذه السوق فارتفعت إلى 35 في المائة إلى 260 مليون فرانك سويسري في 2021.
إلى ذلك، ذكرت وكالة “تاس” الروسية للأنباء نقلا عن وزارة التنمية الرقمية قولها أمس إن المواقع الحكومية الروسية تتعرض لهجمات إلكترونية غير مسبوقة، وإن جهودا تقنية جارية لفحص حركة تصفح المواقع من الخارج.
وتعرضت هيئات حكومية روسية وشركات مملوكة للدولة للاستهداف خلال الأحداث في أوكرانيا، وشهدت المواقع الإلكترونية للكرملين وشركة أيروفلوت للطيران وبنك سبيربنك انقطاعا أو مشكلات مؤقتة في الأسابيع القليلة الماضية.
وقالت الوكالة إن الوزارة تعمل على التكيف مع الظروف الجديدة في ظل تصاعد الهجمات الإلكترونية.
وقالت الوزارة “إذا كانت ذروة قوتها في السابق بلغت 500 جيجابايت فهي الآن عند واحد تيرابايت”، وأضافت “هذا أقوى بضعفين أو ثلاثة أضعاف من أشد الأحداث خطورة من هذا النوع التي تم رصدها سابقا”.
وبحسب “رويترز”، فإنه مع تزايد عزلة روسيا عن الأنظمة المالية وسلاسل الإمداد العالمية اقترحت الحكومة مجموعة من التدابير لدعم قطاع تقنية المعلومات ضمن قطاعات أخرى.
وستحصل شركات التكنولوجيا على شروط إقراض وضرائب تفضيلية، كما اقترحت وزارة التنمية الرقمية سابقا أن تناقش شركات تقنية المعلومات نقل مكونات الدعم الفني مرحليا من الشركات الأجنبية.
وذكرت وكالة “إنترفاكس” نقلا عن وثائق حكومية أن وزارة التنمية الرقمية اقترحت في وقت متأخر الأربعاء تخصيص 14 مليار روبل “134.30 مليون دولار” لدعم شركات تقنية المعلومات في صورة منح.