جلسة نقاشية تحت عنوان ” المساهمة في الاقتصاد الدائري .. البلاستيك أحادى الاستخدام والبدائل “
فى اطار فاعليات معرض باك بروسيس
كتب فتحي السايح بوابة الاقتصاد
فى اطار الجلسات النقاشية التى تنظمها شركة كونسبت لتنظيم المعارض والمؤتمرات بالتعاون مع – هيئة معارض دوسلدورف ومجموعة أى أف بى ضمن فعاليات معرض ” باك بروسيس ” فى دورته الخامسة والذى يحظى بمشاركة عدد كبير من رجال الأعمال والخبراء والمتخصصين فى مجال التعبئة والتغليف .
عقدت جلسة نقاشية تحت عنوان ” المساهمة في الاقتصاد الدائري..البلاستيك أحادى الاستخدام والبدائل ” ، وقد شارك فى الجلسة كل من المهندس نديم إلياس رئيس المجلس التصديري للطباعة والتغليف ، والمهندسة يسرا عبد العزيز مدير وحدة البلاستيك بوزارة البيئة ، و أدهم الشاذلي ،رئيس شركة ياس باك للطباعة والتعبئة والتغليف ، والمهندس محمد القباني ،رئيس الاستدامة المؤسسية شركة بيتي ، أدارت الجلسة إيمان عبد المحسن، منسق المشروع الوطني، منظمة اليونيدو.
وقد أكد المشاركين في الجلسة النقاشية أن العالم يعيش حاليًا على نموذج ما يسمى بالاقتصاد الدائري مع حالة من الشفافية وزيادة الثقة عبر سلاسل الإمداد العالمية التي تحفز على التحكم بشكل أكبر في الموارد، كما أن هناك بعض الاقتصادات التي تتمتع بوجود سلاسل إمداد دائرية يتم عن طريقها اقتسام الأرباح بشكل عادل بين المجتمعات والمستهلكين وغيرهم، وعليه يمكن القول إن هناك حاجة ماسة إلى تطوير نماذج اقتصادية جديدة وذلك في ظل عالم محدود الموارد، بمعنى أن النموذج الصناعي في استهلاك المنتج ثم التخلص منه يُعد نموذجًا اقتصاديًا غير مستدام، وذلك في ظل توجه عالمي لاعتماد مفاهيم الاستدامة بمفهومها الشامل.
والتمويل الأخضر والاقتصاد الدائري هما مفهومان حديثان نسبياً برزا في السنوات الاخيرة، يهدفان إلى تعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادية، ويتمحور التمويل الأخضر حول توجيه الاستثمارات نحو مشاريع وتقنيات تساهم في حماية البيئة وتخفيف التأثير البيئي السلبي.
وعلى الجانب الآخر يعتمد الاقتصاد الدائري على تحويل الاقتصاد من نموذج خطي يعتمد على استهلاك الموارد الطبيعية إلى نموذج يعيد استخدام الموارد وإعادة تدويرها بشكل مستدام.
وتتوافق فكرة الاقتصاد الدائري مع مفهوم التمويل الأخضر، حيث يهدف الاثنان إلى تحقيق التنمية المستدامة والحد من التأثيرات البيئية السلبية للأنشطة الاقتصادية، ويعتبر التمويل الأخضر أداة رئيسية في تمويل وتحفيز الابتكارات والمشاريع البيئية والتكنولوجيات النظيفة التي تدعم الاقتصاد الدائري..
وفى هذا الاطار أكد المهندس نديم إلياس رئيس المجلس التصديري للطباعة والتغليف ان مصر تمتلك إمكانات كبيرة في مجال صناعة التعبئة والتغليف ، مشيراً الى أهمية تحقيق التوافق لهذه الصناعة مع الاشتراطات البيئية وبصفة خاصة صناعة التدوير .
وأشار الى ضرورة التوجه نحو الكفاءات التكنولوجية لتدوير المخلفات البلاستيكية بحيث تكون غير مضرة للصناعات الأخرى الموجودة و كيفية استخدام المادة التي يتم تدويرها وذلك باستخدام الطرق الحديثة في الإنتاج بأقل العوادم والحفاظ على عدم تلوث البيئة والتوجه نحو استخدام الطاقة النظيفة.
ولفتت المهندسة يسرا عبد العزيز، مدير وحدة البلاستيك بوزارة البيئة ، إلى أن وزارة البيئة حريصة على تشجيع النماذج الملهمة من القطاع الخاص في تبني اجراءات الاستدامة، وتنفيذ المشروعات البيئية النابعة من المسؤولية المجتمعية وتحقيق مبدأ الاقتصاد الدوار، والتي تعد قصص نجاح يمكن البناء عليها وتكرارها لتعزيز إشراك القطاع الخاص في الاستثمار البيئي والمناخي كحليف رئيسي في مسار مصر نحو الاستدامة والتحول للأقتصاد الأخضر، وتنفيذ استراتيجية طموحة للتدوير والحد من المخلفات البلاستيكية.
وأشارت إلى ضرورة التركيز على رفع وعي العاملين بالمنشآت التجارية بأهمية تعزيز اجراءات الاستدامة في سلسلة الإنتاج، كما ان وزارة البيئة تهدف إلى التحول لمفهوم الصناعة الخضراء من خلال بدء برنامج الصناعة الخضراء المستدامة في بداية العام القادم، والذي لا يقوم فقط على فكر توافق الصناعة مع الاشتراطات البيئية، بل تخطي هذا لتحقيق قيمة مضافة وميزة تنافسية للمنتج المصري تعزز زيادة التصدير للخارج.
وأوضح أدهم الشاذلي، رئيس شركة ياس باك للطباعة والتعبئة والتغليف،أن الاقتصاد الدائري يهدف إلى الحفاظ على استخدام المنتجات والمعدات والبنية التحتية لفترة أطول، وبالتالي تحسين إنتاجية هذه الموارد ، مشيراً الى انه يجب أن تصبح جميع النفايات غذاء لعملية أخرى، إما منتجا ثانويًا أو موردا مسترجعًا لعملية صناعية أخرى، أو كموارد متجددة للطبيعة
واشار الى أن التمويل الأخضر يدعم مجموعة متنوعة من المشاريع في إطار الاقتصاد الدائري، مثل تطوير التقنيات البيئية النظيفة، وتعزيز الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة استخدام الموارد، ودعم إعادة التدوير وإعادة التصنيع، ويتم تحقيق ذلك من خلال توجيه الاستثمارات نحو المشاريع التي توفر فوائد بيئية واجتماعية قابلة للقياس، مع ضمان العوائد المالية المستدامة للمستثمرين.
وأكد المهندس محمد القباني، رئيس الاستدامة المؤسسية بشركة بيتي – أن الشركة لديها التزام راسخ بمعايير الاستدامة، من منطلق إدراكنا لمسؤوليتنا ودورنا في حل المشكلات العالمية، مثل تغير المناخ، فإننا ملتزمون باتخاذ التدابير الاستباقية، ولضمان الشفافية فيما يتعلق بمبادراتنا، قمنا بتنفيذ سياسة بيئية توضح تفانينا في دعم البيئة والحفاظ عليها، وتشمل هذه السياسة مبادرات مختلفة، بما في ذلك أنظمة الإدارة البيئية، وتدابير الامتثال، وإدارة الكربون والطاقة، والحفاظ على المياه، وإدارة النفايات التشغيلية والغذائية، والإشراف على الأداء البيئي للموردين والمتعاقدين.
حضر هذه الجلسة النقاشية عدد كبير من رجال الصناعة والخبراء والمتخصصين فى مجال التعبئة والتغليف والصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية ، الى جانب مشاركة السيدة داليا قابيل المدير التنفيذى لشركة كونسبت المنظمة لمعرض فوود افريكا وباك بروسيس.