كيف تستثمر اموالك في سوق الاسهم .. إليك أفضل النصائح
بوابة الاقتصاد
ينتقل شعور الخوف بشكل مبالغ فيه بين مستثمري أسواق الأسهم حول العالم، لا سيما في وقت تشتد فيه الصراعات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا لتتشابه الظروف الحالية بتلك التي حدثت قبل أن تقع الأزمة المالية في عام 2008.
وقال محللون، إن شعور الخوف والقلق حينما يسيطر على مستثمري الأسهم يفقدون بوصلتهم الصحيحة باتخاذ القرار الاستثماري الذي يقارب الصواب، ولذلك يجب أن يكون هناك جزء كبير من الاستشارة لبيوت وشركات ذات خبرة في إدارة الأموال إضافة لقراءة جيدة لنصائح لمشاهير المستثمرين حول العالم لتعرف كيف يتصرفون وقت تلك الأزمات.
ومن أبرز مشاهير المستثمرين الملياردير الأمريكي الشهير وارن بافيت الذي قال في ذروة الأزمة المالية وتحديداً في حديث متلفز في أوائل أكتوبر 2008، إنك كي تكون غنياً وتحقق ربحاً من أسواق المال يجب أن تكون جشعاً وذكياً.
قرار موضعي
وأوضح محمود عطا خبير الاستثمار، أن أسعار الأسهم في وقت الأزمات تكون عند مستويات متدنية، ولذلك يجب استغلال انتقاء الأسهم ذات الملاءة المالية الجيدة والخطط التوسعية خصوصاً أن أسواق المال لن تستقر على حال، حيث إنه في عز الأزمة المالية العالمية نصح وران بافيت الملياردير الأمريكي تلك النصيحة وبعدها وجد المتعاملون بالأسواق ضالتهم بعد ستة أشهر وبعد أن تعدلت الأوضاع، وهذا متوقع.
وأكد أنه يجب الاستعانة بمتابعة من له خبرة جيدة بأسواق الأسهم مع قراءة الأبحاث من شركات موثقة كي تعتمد في قرارك على دليل موضوعي جيد.
وأوضح عطا أن المستثمرين الأفراد عادة ما يبيعون حيازاتهم من الأسهم على أساس ردود الفعل العاطفية تجاه الأخبار، والتي تتفاقم بسبب عقلية القطيع واندفاع الحشود نحو نفس الباب؛ فالخوف يجعل الناس لا يلتفتون لحالة الأساسيات والتي من المفترض أن الأسهم تستمد منها قيمتها.
وأشار إلى أن حالة الخوف التي تسيطر على جمهور المستثمرين على خلفية الأخبار السيئة تشل قدرتهم على التفكير بشكل منطقي، وتدفعهم للتصرف كوحدة واحدة، ففي هذه اللحظة تعتبر كل الأسهم سيئة، لا أحد يفكر في ظروف ومزايا كل سهم.
انتقاء الأفضل
وتقول حنان رمسيس الخبيرة الاقتصادية بشركة الحرية لتداول الأوراق المالية، إن أسواق المنطقة ستظل مدعومة بشكل كبير بأسعار النفط مع تفاقم الأزمة الروسية، ولذلك من الأفضل انتقاء الأسهم ذات العلاقة بقطاع النفط والغاز والذي تعتمد دول الخليج عليه يدعم موازنتها لأنها ستحقق فائضاً وبالتالي معدلات نمو اقتصادية عالية.
وأشارت إلى أن المحفزات المشجعة على الاستثمار لدى المتعاملين وثقتهم في دوام الارتفاع في المؤشرات يدعمها مكاسب النفط في ظل أزمة الحرب الحالية، وهو ما انعكس على سهم أرامكو الذي وصل لأعلى مستوى منذ الطرح حيث وصل السهم إلى مستوى 45 ريالاً وهو أعلى مستوى منذ الطرح في نوفمبر 2019.
أداء إيجابي
من جانبه، قال حسام عيد مدير الاستثمار بشركة إنترناشيونال لتداول الأوراق المالية، إنه ومع بداية الأزمة الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا وتصاعد حدة الصراع بالبدء في عمليات عسكرية الأمر الذي انعكس سلباً على أداء الأسواق المالية العالمية والتي شهدت تراجعات قوية متأثرة بتطبيق العقوبات الاقتصادية على موسكو.
وأشار إلى أن بعض الأسهم القوية مالياً قد تكون فرصة قوية لضخ الأموال وفتح المراكز المالية في ظل استقرار أسواق المنطقة بل وعودتها مرة أخرى إلى الأداء الإيجابي والصعود، مؤكداً أن من تلك الفرص التي تتوافر في وقت الأزمات ولا تتوافر إلا في وقتها تصنع الثروات.
إدارة الأزمة
ومن جانبها، أكدت جيهان يعقوب، العضو المنتدب بشركة إيجي تريند لتداول الأوراق المالية، أن التوترات الروسية الأوكرانية ضاعفت الضغوط على الاقتصاديات العالمية المتقدمة والناشئة وأنه لا نجاة من آثار التضخم ولكن دائماً يجب التسلح بفن إدارة الأزمة؛ فغالباً تصنع الثروات وقت الأزمات حين توفر الأموال والسيولة.
وأوضحت أنه في الوضع الراهن لا يمكن قراءة المشهد السياسي ولكن يمكننا قراءة أين توجه السيولة النقدية وتوقع انحسار الآثار السلبية للتوتر الجيوسياسي.
وأشارت إلى أنه مع اقتراب اجتماع الفيدرالي وتوقع رفع تدريجي لأسعار الفائدة واقتراب أسعار الذهب والبترول من مستويات تشبع شرائي يشير إلى اقتراب حسم الأزمة السياسية وبداية الحكومات لحل الآثار الاقتصادية المترتبة عليها.
وأوضحت أن مؤشر التقلبات يسجل حالياً 35.70 % (عدد عقود التحوط المفتوحة من قبل المستثمرين) يقترب من أعلى مستوى له وهو 40 ينذر باقتراب تغيير في موقف السيولة ورغبات المستثمرين.
وأكدت أن أسواق المال تقترب من مستويات تشبع بيعي لذا ترى مراقبة السيولة والقوى الشرائية في مؤشر السوق المصري عند مستويات 10500 نقطة.
وأشارت إلى أن من أبرز القطاعات المستفيدة من الأزمة الحالية هي قطاع الطاقة والبتروكيماويات والموارد الأساسية وقطاع البنوك يتأثر إيجابياً في حالات رفع الفائدة المصرية.
وأشارت إلى أن مستويات الدعم ومناطق شراء هامة بالبورصة المصرية عند 10000 و9600 نقطة وأسفل مستوى 10500 نقطة.
خسائر عالمية
وبحسب إحصائية؛ فقد تراجعت الأسواق العالمية بنهاية تعاملات أمس الثلاثاء مع زيادة العقوبات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الإمدادات النفطية وسط تصاعد العمليات العسكرية من موسكو على أوكرانيا.
وسجل مؤشر داو جونز الصناعي هبوطاً بنهاية تعاملات أمس بنسبة 0.6%، وذلك بعد أن سجل بنهاية الأسبوع الماضي التراجع الرابع على التوالي بنسبة تقدر بنحو 1.3%، وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.7% ونزل مؤشر ناسداك 0.3%.
وفي أوروبا، تفاقمت خسائر مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة أكثر من 0.5%، كما هبط مؤشر نيكي الياباني بنسبة 1.7%.
ومع نهاية تعاملات أمس، ارتفع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0.07% واستقر مؤشر داكس الألماني عند مستوياته السابقة بعد أن سجل بنهاية الأسبوع الماضي خسائر بنسبة 4.4% ونزل كاك الفرنسي 5%.
وبسبب تفاقم الأزمة الروسية الأوكرانية التي تصاعدت مؤخراً، ارتفعت أسعار النفط عالمياً لتصل إلى أعلى مستوى منذ عام 2008؛ حيث زاد سعر خام برنت متجاوزاً مستوى 127.98 دولار للبرميل، بنسبة 3.9%؛ وقفز خام تكساس الأمريكي في ثالث جلسات الأسبوع بنحو 3.6% ليصل إلى مستوى 123.70 دولار للبرميل.
المصدر معلومات مباشر
مخالفة عربية
وعربياً، واصلت أداء بورصات الشرق الأوسط الأداء المخالف للأسواق العالمية وذلك بالدعم المتواصل من صعود أسعار البترول الذي يمثل أغلب إيرادات دول المنطقة، حيث ارتفع مؤشر تاسي للسوق السعودي بنهاية تعاملات أمس الثلاثاء 0.34%.
وفي تلك الجلسة، ارتفع مؤشر بورصة قطر ومؤشر السوق الأول بالبورصة الكويتية بنسبة 0.67% للأول و1.13% للثاني.
وارتفع مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية 0.86% ونزل مؤشر سوق دبي المالي 0.2%، وارتفع مؤشر سوق مسقط للأوراق المالية 0.5%، وصعد مؤشر بورصة البحرين 1.66%.
وبنهاية الأسبوع الماضي، وفي بورصة مصر فقد المؤشر العام الثلاثيني مستوى 11200 نقطة وتراجع بنسبة 0.77%.
ناقوس الحرب
وبدوره، بيَّن مينا رفيق، مدير البحوث بشركة المروة لتداول الأوراق المالية، لـ«معلومات مباشر»، أن هناك بعض الأمثلة التي يتخذها المستثمرون في سوق الأوراق المالية مثل “اشترى على الإشاعة وبيع على الخبر” أو “مع سماع أول ناقوس للحرب بيع واشترى مع أول مدفع” هذه الأمثلة المغزى منها أن الأسواق تتأثر بشدة وقت الأزمات وقد تتأثر أكثر من تأثر الاقتصاد نفسه بالتوترات، وهو ما قد شاهدناه خلال الفترة الماضية من عمليات بيع عشوائي أدى إلى وصول بعض الأسهم القيادية لأسعار متدنية أقل بكثير من قيمتها العادلة مما أدى إلى اقتناص بعض البنوك والمؤسسات المالية الفرصة للقيام بعمليات استحواذ مثل رغبة بنك أبوظبي الأول للاستحواذ على شركة المجموعة المالية هيرمس.
وأكد أنه يجب على المستثمرين خلال فترة التراجعات انتقاء الأسهم بعناية حيث إن هنالك بعض الشركات قد تتأثر فعلياً بالتوترات وربما تتعثر فتكون تراجعات الأسعار بها نتيجة تأثر نتائج أعمالها الفعلية بالتوترات.
وأشار إلى أنه يجب على المستثمرين الابتعاد التام عن عمليات الشراء الهامشي التي قد تجبرهم على البيع في ظل التراجعات، بل يجب أيضاً الاحتفاظ بسيولة دائماً لاستغلال أي فرصة للتراجعات.