آخر الاخبارمنوعات

رجل أعمال صيني يخسر مليارات لرهانه على تراجع أسعار النيكل

بوابة الاقتصاد

تسببت الارتفاعات القياسية لأسعار النيكل هذا الأسبوع في تكبد قطب أعمال صيني خسائر بمليارات الدولارات عقب رهانه على انخفاض أسعار العقود الآجلة، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر.

قالت المصادر المطلعة إن شيانغ غوانغدا – الذي يملك “تسينغشان هولدينغز” (Tsingshan Holdings) أكبر شركة لإنتاج النيكل في العالم، والمعروف في أوساط سوق تداول السلع الصينية باسم “Big Shot” – أغلق جزءاً من الرهان على تراجع الأسعار الخاص بشركته، بينما يستعد لإغلاق الرهان تماماً. وارتفع سعر النيكل لمستوى قياسي متخطياً 100 ألف دولار للطن يوم الثلاثاء مدفوعاً نسبياً بأداء ” تسينغشان” ووسطاء تداولات الشركة قبل تعليق التداول.

لا يبدو واضحاً حجم خسائر “شيانغ” بدقة، لكن رهانات “تسينغشان” على تراجع الأسعار في بورصة لندن للمعادن تدور حول 100 ألف طن من النيكل، حسبما قالت مصادر مطلعة على الأمر. وعلى صعيد منفصل، قالت مصادر مطلعة كذلك، إن الخسائر كانت ستزيد عن ذلك لولا ما قام به بعض وسطاء التداول، ما يعني أن خسائر الشركة كانت ستتخطى ملياري دولار في يوم واحد بحسب أقصى سعر وصل إليه النيكل يوم الإثنين.

يأتي ذلك عقب الخسائر التي تكبدها الملياردير منذ بدأ الرهان من خلال “تسينغشان” على انخفاض الأسعار نهاية العام الماضي.

أوضح “شيانغ” لصحيفة “ييكاي” (Yicai) الصينية أن “تسينغشان” ليس لديها مشاكل في تداولات النيكل، وقال: “تلقينا الكثير من المكالمات الهاتفية اليوم. تسينغشان شركة صينية ممتازة ولا تواجه مراكزنا وعملياتنا أي مشاكل”.

علقت “بورصة لندن للمعادن” التداول على النيكل، صباح الثلاثاء، عقب تسجيله أحد أكبر ارتفاعات الأسعار دراماتيكية في تاريخ سوق السلع الأساسية. وتواصل الأسعار الارتفاع على مدار أسابيع وسط مخاوف من تعطل الإمدادات من روسيا أكبر مصدر للنيكل المكرر.

تفاقم انحسار التداولات الشهر الماضي، وفقاً لبيانات السوق بسبب متداول مجهول كان يتحكم بنحو 50 – 80% من تداولات النيكل التي تم تسجيلها في “بورصة لندن للمعادن”.

وقالت مصادر مطلعة إن “غلينكور” ( Glencore Plc) عملاق التداول والتعدين، سيطرت على تداولات النيكل خلال الأشهر الأخيرة، فيما امتنع متحدث باسم الشركة عن التعليق.

قفزة مفاجئة
لكن الأسعار شهدت قفزة غير متوقعة هذا الأسبوع، وارتفعت بنحو 250% خلال ما يزيد عن 24 ساعة بقليل لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق وتبلغ 101.365 ألف دولار للطن.

يرجع الارتفاع الكبير في الأسعار إلى اندفاع أصحاب الرهانات على تراجع الأسعار، ومن بينهم “تسينغشان” ووسطاء التداول إلى إغلاق تلك المراكز، في الوقت الذي كانت “تسينغشان” تعاني من دفع المزيد للوسطاء لتسوية مطالبات الشراء بالهامش، وفقًا لمصادر مطلعة على الأمر، والتي قالت إن الشركة في الأيام الأخيرة تعرضت لضغوط متزايدة لسداد المدفوعات المطلوبة.

يتعين على المتداولين دفع المزيد من النقود للوسطاء، وبشكل منتظم لتغطية الخسائر المحتملة في مراكزهم الاستثمارية فيما يعرف باسم “الهامش”. في المقابل يتعين على الوسطاء الاحتفاظ بذلك الهامش في غرفة المقاصة في “بورصة لندن للمعادن”. إذا تحرك السوق عكس تلك المراكز يتلقى المتداولون ما يعرف باسم “طلب سداد الهامش”، حيث يتعين عليهم دفع المزيد من الأموال وإذا لم يدفعوا قد يضطر الوسطاء لإغلاق مراكزهم.

لم يتمكن أحد سماسرة “تسينغشان” الشركة التابعة لبنك صيني مملوك للدولة من دفع مئات الملايين من الدولارات، من مطالبات الشراء بالهامش على صفقات الشركة من النيكل يوم الإثنين. ولم تتخذ “بورصة لندن للمعادن” الإجراءات المتبعة في ذلك الموقف، وأعطت الشركة مزيداً من الوقت للدفع، بينما قال مصدر مطلع على الأمر يوم الثلاثاء إن المدفوعات تم سدادها الآن.

بطاريات النيكل
قالت “بورصة لندن للمعادن”، يوم الثلاثاء، إنها ستقوم بإلغاء الصفقات التي تمت في ساعات التداول وفق التوقيت الآسيوي، قبل أن يتم تعليق التداول عقب ارتفاع الأسعار من نحو 50 ألف دولار إلى أكثر من 100 ألف دولار للطن. ورغم ذلك تصل خسائر “تسينغشان” مليارات الدولار، حتى باحتسابها وفقاً لسعر الإغلاق يوم الإثنين البالغ 48.063 ألف دولار للطن.

يتزايد إقبال المستثمرين على شراء النيكل، وسط توقعات بنمو قوي في الطلب على المعدن الذي يدخل في صناعة السيارات الكهربائية. وانعكس ذلك على الارتفاع الحاد في الأسعار خلال الأسبوع في “بورصة لندن للمعادن”، بينما يتوقع العديد من المتداولين عودة السعر لمستويات طبيعية بمجرد انتهاء فوضى مطالبات الشراء بالهامش.

تقوم “تسينغشان”، وشركات صينية أخرى بتكثيف سعتها الإنتاجية في إندونيسيا من النيكل المستخدم في صناعة البطاريات. وبدأ “شيانغ” بناء رهانات على انخفاض الأسعار بشكل طفيف ضمن تحوطه من زيادة الإنتاج واعتقاده أن الارتفاع في أسعار النيكل سينتهي هذا العام.

ويبقى من المرجح أن تؤدي الضغوط السعرية الناتجة رهانات البيع قصيرة الأجل هذا الأسبوع، إلى رفع التكاليف على شركات البطاريات وصانعي الفولاذ المقاوم للصدأ، ما يؤدي في النهاية لزيادة أسعار السلع اليومية. وبالتالي قد تستفيد “تسينغشان” في حال تحملها خسائر مراكزها في “بورصة لندن للمعادن” من ارتفاع الأسعار، الذي سينعكس إيجاباً على أنشطتها الأساسية في إنتاج النيكل والفولاذ المقاوم للصدأ.

زر الذهاب إلى الأعلى