آخر الاخبارأسواق

تراجع أسعار المعادن الصناعية “النحاس والالومنيوم والصلب” .. مخاوف بشأن الطلب مع عودة الإغلاقات الصينية

بوابة الاقتصاد

تراجعت أسعار المعادن الصناعية من النحاس إلى الصلب بسبب المخاوف بشأن الطلب عليها في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الصين، ولجوء السلطات هناك إلى إعادة فرض إجراءات الإغلاق في بعض المناطق.
وأشارت وكالة “بلومبيرج” للأنباء إلى أن السلطات الصينية قررت فرض قيود صارمة على سكان مدنية شينشن التجارية والصناعية المهمة التي تضم نحو 17.5 مليون نسمة لمدة أسبوع على الأقل، في الوقت الذي تفرض فيه مدينة شنغهاي قيودا على السفر إلى المدينة.
وقالت مؤسسة نومورا هولدنجز للاستشارات المالية “إن إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد ستجعل من الصعب على بكين تحقيق معدل النمو المستهدف للعام الحالي”.
وتراجع سعر النحاس 1.2 في المائة إلى 10059.5 دولار للطن في تعاملات بورصة لندن للمعادن، في حين تراجع سعر الألمنيوم 0.3 في المائة، وتراجع سعر خام الحديد في تعاملات بورصة سنغافورة 3 في المائة ليستمر تراجعه لليوم الخامس على التوالي.
وتراجع سعر حديد التسليح في شنغهاي 3.6 في المائة.
في الوقت نفسه يترقب المستثمرون في سوق المعادن قرار مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي بشأن زيادة الفائدة خلال الأسبوع الحالي، في الوقت الذي يتابعون فيه التدخل الروسي في أوكرانيا، إلى جانب انتظار القرار بشأن تداول معدن النيكل في بورصة لندن للمعادن بعد تعليق التداول في الأسبوع الماضي في أعقاب وصول سعره إلى أكثر من مائة ألف دولار للطن بسبب المضاربات.
وفرض الحجر المنزلي على سكان مدينة شنجن البالغ عددهم 17 مليون نسمة في جنوب الصين أمس بسبب ارتفاع قياسي لعدد الإصابات بكوفيد – 19، ما أجبر مصنع “آيفون” على تعليق أعماله، كما فرضت قيود في مدن رئيسة أخرى في أنحاء البلاد بينها شنغهاي.
وأعلنت السلطات في شنجن مركز التكنولوجيا الأحد دخول فرض الحجر حيز التنفيذ بسبب ظهور بؤر تفشى فيها الوباء في المدينة، مرتبطة بإقليم هونج كونج المجاور الذي يجتاحه الفيروس.
وأعلنت شركة الإلكترونيات التايوانية العملاقة فوكسكون، المصنع الرئيس لشركة أبل الإثنين، تعليق أنشطتها في شنجن، بفعل الحجر الذي أثر في عمل مصانعها.
وقالت “فوكسكون”، التي توظف عشرات الآلاف من العمال في المدينة، “إنها نقلت إنتاجها إلى مواقع أخرى”.
وتعد شنجن واحدة من عشر مدن في الصين تخضع حاليا لتدابير إغلاق.
وحذرت السلطات الصحية من أنه قد يتم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، في وقت يبدو أن سياسة “صفر كوفيد” التي تطبقها بكين ترهق السكان، وتثير تساؤلات حول الفائدة منها في مواجهة المتحور أوميكرون.
أحصت السلطات الإثنين 2300 إصابة جديدة في أنحاء البلاد بعد أن سجلت الأحد نحو 3400 إصابة هي أعلى حصيلة منذ بدء تفشي الوباء.
وقال هوانج تشيانج المتحدث باسم السلطات في شنجن، خلال مؤتمر أمس “هناك عديد من بؤر تفشي الوباء الصغيرة في الأحياء والمصانع”.
وأضاف “هذا يشير إلى وجود مخاطر انتشار عالية بين السكان ولا تزال هناك حاجة إلى مزيد من إجراءات الوقاية”.
وأظهرت صور أرسلها أحد سكان شنجن مداخل مجمع سكني مغلقة بحواجز كبيرة، في حين تبادل السكان عبر وسائل التواصل الاجتماعي المزاح حول تمكنهم من أخذ أجهزة الكمبيوتر المحمولة على عجل من مكاتبهم قبل بدء فرض الحجر.
وتراجعت أسهم شركات التكنولوجيا في بورصة هونج كونج الإثنين مع قلق المستثمرين من تأثير انتشار الفيروس في شنجن التي تستقبل عمالقة التكنولوجيا مثل “هواوي” و”تنسنت”، وأكبر مصانع “فوكسكون”.
وفي شنغهاي، المدينة التي تضم أكبر عدد من السكان في الصين، تم إغلاق أحياء سكنية، وتسعى السلطات جاهدة لتجنب الإغلاق العام.
وسجلت المدينة 170 إصابة أمس، ما أثار قلق الشركات من صعوبات اقتصادية مقبلة.
وتحدث مالك أربعة مطاعم في أحياء مختلفة، عن صعوبة التعامل مع القيود. وقال لوكالة “فرانس برس”، طالبا عدم الكشف عن اسمه “إن السياسات المطبقة تختلف من حي إلى آخر”، وأضاف “سأغلق أحد المطاعم وأبقي الأخرى مفتوحة، وسأرى كيف ستسير الأمور لاحقا. ما الذي يمكنني فعله سوى الصمود؟”.
وتشهد أماكن أخرى أوضاعا أكثر تعقيدا.
إلى ذلك، سجلت مقاطعة جيلين شمال شرق البلاد أكثر من ألف إصابة لليوم الثاني على التوالي.
وفرض الحجر على خمس مدن على الأقل في المقاطعة منذ بداية آذار (مارس)، بينها تشانجتشون، المركز الصناعي الرئيس الذي يبلغ عدد سكانه تسعة ملايين.
وفي حين ما زال عدد الإصابات منخفضا مقارنة بدول أخرى، يعد لافتا في الصين، حيث تطبق السلطات منذ 2020 سياسة عدم التسامح المطلق في مواجهة الوباء.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن 26 مسؤولا على الأقل أقيلوا في الأيام الأخيرة في ثلاث مقاطعات بسبب سوء إدارتهم للجائحة.
وتمكنت الصين حتى الآن من السيطرة على بؤر تفشي الوباء المتفرقة من خلال فرض حجر محلي وإجراء فحوص جماعية ومراقبة السكان من خلال تطبيقات التعقب، في حين لا تزال حدود البلاد مغلقة تقريبا. لكن ظهور المتحور أوميكرون قوض هذا النهج، في وقت اختارت فيه معظم الدول الأخرى التعايش مع الفيروس.
وقال تشانج وينهونج عالم الفيروسات “إنه ليس بوسع الصين بعد تخفيف سياسة صفر كوفيد، رغم انخفاض معدل الوفيات المرتبط بأوميكرون”.
وكتب تشانج على وسائل التواصل الاجتماعي “من المهم جدا للصين أن تستمر في تبني استراتيجية صفر كوفيد في المستقبل القريب”، وأضاف “لكن هذا لا يعني أننا سنعتمد بشكل دائم استراتيجية الحجر والفحوص الجماعية”.

زر الذهاب إلى الأعلى