آخر الاخباراقرأ لهؤلاء
د. عبدالعزيز رجب يكتب: كيف يمكن تحقيق الهجرة إلى الله في هذا العصر؟
الهجرة إلى الله تعني السعي الدائم للتقرب من الله تعالى والابتعاد عن المعاصي والسيئات، فهي ليست فقط انتقال مكاني بل هي انتقال روحي وأخلاقي نحو حياة ترضي الله. ولتوضيح ذلك، نبدأ بالتذكير بفضل وأجر الهجرة والمهاجرين، ومن ثم نعرض كيفية الهجرة إلى الله في عصرنا الحالى.
أولا: فضل وأجر الهجرة والمهاجرون
- رضى الله عن المهاجرين:
الله -تبارك وتعالى- رضي عن الذين هاجروا في سبيله وتركوا الديار والمال والأهل من أجله. قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100]. - الهجرة تهدم ما قبلها:
الهجرة تهدم ما قبلها من سيئات ومعاصي وذنوب. عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما قبلها، وأن الحج يهدم ما قبله” (أخرجه مسلم وابن خزيمة). - حاز الخير كله:
قال تعالى: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [النساء: 100]. - ليس لها مثيل:
النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوصي أصحابه بالهجرة. عن أبي فاطمة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “عليك بالهجرة فإنه لا مثيل لها” (أخرجه النسائي والطبراني). - تاب الله عليهم:
قال تعالى: {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 117]. - الله شهد للمهاجر بالصدق:
قال تعالى: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر: 8].
ثانيا: كيف نهاجر إلى الله؟
هل حاز المهاجرون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- أجر الهجرة كله أم لا زالت لدينا أعمال نفعلها لندرك هذا الركب الصالح؟ الحقيقة أن الله عز وجل جعل لنا من الأعمال ما نستطيع من خلالها أن نسير خلف هذا الركب من المهاجرين الأولين، ونحشر معهم بإذن الله في الجنة.
- التوبة:
أن نتوب إلى الله عز وجل من كل الذنوب والخطايا. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها” (أخرجه أحمد وأبو داود والطبراني والبيهقي). - النية:
بالنية يحصل الإنسان على الهجرة إذا نوى أن يكون من المهاجرين بصدق وإخلاص. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا” (أخرجه الشيخان). - الجهاد:
بجميع أنواعه بالنفس والمال والقلم. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أيها الناس هاجروا وتمسكوا بالإسلام فإن الهجرة لا تنقطع ما دام الجهاد” (أخرجه الطبراني). - حفظ اللسان:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أشرف الإيمان أن تأمنك الناس، وأشرف الإسلام أن تسلم الناس من لسانك ويدك، وأشرف الهجرة أن تهجر السباب، وأشرف الجهاد أن تقتل ويعقر فرسك” (أخرجه الطبراني في الصغير). - هجر المعاصي:
بأن نهجر السيئات والذنوب والخطايا. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه” (أخرجه البخاري وأبو داود). - الاستقامة:
أن يستقيم العبد لربه ويكون عبدا صالحا. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “العبادة في الهرج كهجرة إلى” (أخرجه مسلم والترمذي).