وفاة رجل الأعمال المصري عنان الجلالي: من غاسل صحون إلى مؤسس إمبراطورية فنادق عالمية
توفي اليوم في الدنمارك، رجل الأعمال المصري عنان الجلالي، عن عمر ناهز الـ 77 عامًا، بعد تعرضه لوعكة صحية نُقل على إثرها إلى إحدى المستشفيات. من المقرر نقل جثمانه إلى القاهرة بعد غد. الراحل عنان الجلالي هو مؤسس ورئيس مجموعة هلنان لإدارة الفنادق العالمية، ورئيس مجلس المستشارين بالاتحاد الدولي لرؤساء الجامعات بالدنمارك.
وُلد عنان الجلالي في حي مصر الجديدة عام 1947. بدأت رحلته نحو النجاح عندما هاجر إلى النمسا في مطلع الستينيات ومن هناك إلى الدنمارك، حيث كافح للوصول إلى مناصب عالمية مرموقة. حصل على لقب فارس العلم الدنماركي، وهو لقب نادرًا ما يُمنح لغير أفراد العائلة المالكة في الدنمارك.
بدأت قصة نجاح الجلالي عندما سافر إلى أوروبا وعمره 21 عامًا، بعد أن فشل في الحصول على الثانوية العامة. كان والده ضابطًا يمتلك مكتبة كبيرة في المنزل، مما جعله يشعر بالغربة. قرر السفر إلى الخارج بعدما شعر بالفشل الدراسي وعدم وجود مستقبل في بلده.
وصل إلى فيينا بالنمسا، وكان يملك عشرة دولارات فقط، إضافة إلى ثلاث بدلات وثلاث كرافتات وخمسة قمصان. بدأ العمل في وظائف بسيطة مثل بيع الجرائد والعمل في المصانع، وعانى من صعوبات كثيرة، بما في ذلك النوم في ملاجئ المشردين.
بدأ الجلالي العمل الحقيقي في بيع الجرائد خلال حرب 1967، ولكنه اضطر لترك هذا العمل بسبب الصور المؤلمة للقتلى المصريين. انتقل للعمل في المطاعم والفنادق، حيث بدأ بغسل الصحون. بمرور الوقت، أصبح مديرًا لأهم سلاسل الفنادق العالمية، واستطاع تجاوز كافة العقبات التي واجهته.
تحدث الجلالي في حوار سابق مع “اليوم السابع” عن حياته، مؤكدًا أنه لم يشعر بالخجل من أي شيء في حياته، وأن كل ما كان ينقصه في بداياته هو وجبة طعام واحدة في اليوم. رغم تعرضه للعنصرية، إلا أن ذلك كان دافعًا له للنجاح والعمل بجد أكبر.
كرمته ملكة الدنمارك بلقب فارس العلم الدنماركي، كما كرمه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في البيت الأبيض. وبالرغم من عدم حصوله على الثانوية العامة، عُين رئيسًا لمجلس كبار المستشارين بالاتحاد العالمي لرؤساء الجامعات.
الجلالي عمل كسفير للعلاقات التاريخية لدولة الدنمارك لدى الشرق الأوسط والعالم العربي حتى عام 2018، وساهم في تعزيز السياحة بين مصر والدنمارك.
توفي عنان الجلالي تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا من النجاح والعطاء، وقصة ملهمة لكل من يسعى لتحقيق أحلامه رغم الصعاب.