آخر الاخباراقرأ لهؤلاء

د. محمد سيد يكتب: الاقتصاد بالبلدي .. ايهما أفضل الدعم النقدي أم الدعم العيني؟

خلال الفترة الزمنية السابقة لاحديث يعلو فوق الحديث عن الاقتصاد فليس من المفترض ان نكون جميعاً خبراء في الاقتصاد و لكن مما لاشك فيه اننا جميعا اصبح لدينا الشغف بالاقتصاد واصبح حديثنا في الاقتصاد يتقارب من حديثنا عن مبارايات كرة القدم واصبح الحديث عن الاقتصاد ليس مقصوراً على فئة محددة بل اصبح بين جميع الفئات الاجتماعية والعمرية والفكرية  ، ومن ثم رأينا انه علينا مسئولية وطنية وعلمية في توضيح بعض المفاهيم الاقتصادية وهذا ما سنبدأ في طرحه خلال الفترة المقبلة من خلال مقال اسبوعي تحت عنوان ” الاقتصاد بالبلدي ” بغرض ايضاح بعض المفاهيم الاقتصادية ببساطة وسنلقي الضوء في ذلك الاسبوع على ” ايهما افضل الدعم النقدي أم الدعم العيني “


إن قضية الدعم من أهم القضايا في عالمنا المعاصر، وتحتل مكانا ً مهماً بين مثيلاتها من المشكلات الاقتصادية المعاصرة، والدعم هو مقدار ما تتحمله ميزانية الدولة من مبالغ نقدية أو عينية، في إطار مسئوليتها الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية . وتأتي قضية الدعم في مقدمة أولويات الحكومات؛ ذلك لأن تحقيق العدالة الاجتماعية شكلت أحد المبادئ الأساسية في الدول النامية، وتعد قضية الدعم ومدى وصوله إلى مستحقيه من أهم الأهداف التي تطمح الحكومات المتعاقبة لتحقيقها.

ما هي انواع الدعم ؟


ينقسم الدعم إلى نوعين رئيسيين هما
أولاً/ الدعم العيني: وهو توفير سلع وخدمات معينة للفقراء بأسعار مخفضة، ويعد أكثر أنواع الدعم انتشارا، وخاصة في حالة التضخم المرتفع، ة يتمثل في ( الدعم العام للأسعار- البطاقات التموينية- كوبونات الغذاء- برامج التغذية لتلاميذ المدارس )

ثانياً /الدعم النقدي: تقديم مساعدات نقدية للفئات غير القادرة على العمل، مثل مساعدات المعاقين وكبار السن، وتوفير فرص عمل للأسر الفقيرة للحصول على دخل يمكنها من مواجهة الأعباء المعيشية.

ايهما أفضل الدعم العيني أم الدعم النقدي


تتباين الآراء حول أفضلية نظم الدعم؛ حيث تشير بعض الآراء إلى أن الدعم النقدي أفضل من الدعم العيني؛ حيث يوفر الدعم النقدي حرية اختيار السلع بالنسبة للمستهلك، ولكن تكلفة تحديد الفئات التي تستحق الدعم النقدي غالبا ما ً تدفع الدولة لاستخدام الدعم العيني، وهناك بعض الآراء الأخرى ترى أن الدعم العيني أفضل من برامج الدعم النقدي، وذلك في بعض الحالات التالية :
⦁ نقص المعلومات وما ينتج عنها من عدم القدرة على تحديد دخول الأسر التي تستحق الدعم .
⦁ ارتفاع معدلات التضخم مما يؤدي إلى تآكل الدعم النقدي بدون دعم ملموس للفئات الفقير

 ولكن من تجارب بعض الدول النامية نرى أن الدعم النقدي أفضل، حيث ان الدعم العيني أدى وجود سعرين للسلعة الواحدة أحدهما مدعم والآخر حر مما ادى إلى تسرب الدعم إلى غير الأهداف المستهدفة، مثل نشأة سوق سوداء في هذه السلع، واستغلال بعض الفئات الاجتماعية لبعض السلع المدعمة في غير الأغراض المخصصة لها
وخلاصة القول، فإنه إذا كانت غالبية المواطنين قد استفادت من الدعم العيني للسلع إلا أن درجة الاستفادة منه كانت أكبر من فئات المواطنين ذوي الدخول المرتفعة على خلاف ما يجب أن يكون وأن الدعم النقدي يعد الخيار الأنسب في الدول النامية والتي تميل إلى الاستهلاك أكثر من الادخار.


و في حال التحول من الدعم العيني الى الدعم النقدي يجب وضع بنية رقمية محدثه و ان يتم الدعم بشكل جزئي بمعنى عدم تحويل كافة انواع الدعم العيني الى دعم نقدي في توقيت واحد و كذا ان يكون الدعم موجه لشراء السلع وذلك عن طريق كارت اليكتروني يتم ربطه بأجهزة الدولة ( وزارة الصحة – وزارة التضامن – ….) من خلال منظومة التحول الرقمي و يقوم المواطن بشراء احتياجاته من السلع من الاماكن المحددة بمعرفة الدولة بهذا الكارت و عدم جواز تحويل المبلغ الموجود بالكارت الى مبلغ نقدي. اي بمثابة كارت مشتريات.


في حال التحول من الدعم العيني الى الدعم النقدي من الممكن تجربته في عدد من المحافظات مبدئيا لتقييم التجربة ولابد من وجود آليات لضبط الأسواق من حيث توافر المنتجات وعدم غلاء أسعارها الذي قد يحدث بفعل المحتكرين.و تفعيل الدور الرقابي لأجهزة الدولة المختلفة .و الزام متلقي الدعم ببعض الاشتراطات للحصول على الدعم مثل استمرار اطفاله في التعليم – الحصول على تقارير طبية سنوية .

زر الذهاب إلى الأعلى