هل اصبح غاز اسرائيل هو كلمة السر فى الحرب الروسية الأوكرانية؟
بقلم:
د.عبدالنبى عبدالمطلب
خبير اقتصادى.
وكيل وزارة التجارة للبحوث الاقتصادية
اعتقد العالم ان الحرب الروسية الأوكرانية قد تتحول إلى حرب عالمية ثالثة، او على الاقل سوف تستمر لسنوات.
لكن زيارة قام بها رئيس وزراء إسرائيل إلى موسكو ولقاء الرئيس بوتين، وتبعتها زيارة لرئيس إسرائيل إلى تركيا، ولقاء الرئيس اردوغان، جعلتنا فى حاجة الى مراجعة التوقعات بشأن أمد الحرب.
ففى هذه اللحظة يجتمع وزيرا خارجية روسيا وأوكرانيا فى تركيا وسط اعتقاد بأن الحرب الروسية الأوكرانية قد بدأت تضع أوزارها.
ومن الواضح أن الغاز الإسرائيلى هو أهم الملفات التى يتداولها الغرب حاليا.
وإمكانية ان يحل الغاز الإسرائيلى محل الغاز الروسى فى أوروبا.
قضية الغاز كانت من اهم ما تم مناقشته فى لقاء بينيت مع بوتين.
وكانت قضية الغاز ايضا على رأس أهداف زيارة الرئيس الإسرائيلى إلى تركيا.
فمن المعلوم ان تركيا تبحث منذ سنوات عن دور فعال لها فى مجال توصيل الغاز الإسرائيلى إلى أوروبا، بشرط أن يمر عبر أراضيها وطبقا لشروطها.
وأصبحت الحاجة الان ملحة لايجاد نوع من التنسيق التركى الإسرائيلي، بمباركة امريكية لمد خط أنابيب لتوصيل الغاز الإسرائيلى إلى أوروبا، بعد ما تم الإعلان عنه من اكتشاف إسرائيل للكثير من حقول الغاز في شرق المتوسط، ووجود دعم امريكا معلن لمثل هذه المشروعات.
فقد اعلنت الولايات المتحدة أنها سوف تقدم الدعم الكامل لكافة مشروعات توصيل الغاز الاسرائيلى إلى أوروبا، ضمن خطتها إيجاد بدائل للغاز الروسي، ووقف مشروع نورد ستريم٢ لتوصيل الغاز الروسى إلى ألمانيا.
وتبقى المنطقة العربية، والنفط العربى والغاز المصرى أهم الخاسرين من هذا التنسيق التركى الإسرائيلى.
فهل يشهد المستقبل القريب تنسيقا عربيا عربيا لتعظيم الاستفادة من النفط والغاز العربى.
هذا ما اتمناه، باعتباره الطريق الوحيد لحفاظ العرب على هويتهم ووجودهم فى ظل النظام العالمى الجديد.