فن الخداع: كيف يستغل محمد رمضان البسطاء لتحقيق مكاسب ضخمة؟

محمود العربي
في عالم الترفيه والإعلام، يتقن بعض الفنانين لعبة الخداع بإتقان، مستخدمين أدواتهم للتأثير على الجماهير البسيطة وتحقيق مكاسب مالية ضخمة، ومن بين هؤلاء يبرز اسم محمد رمضان. لا شك أن رمضان من أذكى وأمهر الممثلين في مصر، ليس فقط بسبب موهبته التمثيلية، بل لأنه يجيد استغلال المشاعر والترويج لنفسه بطرق تجعل الجميع يتحدث عنه، سواء بالسلب أو الإيجاب.
برنامج رمضان: ضربة معلم أم خطة مدروسة؟
الفكرة بسيطة لكنها عبقرية: برنامج يجوب محافظات مصر، يُطلب من الناس كتابة أمنياتهم، ثم يختار رمضان عشوائيًا شخصًا ليحقق أمنيته أو يمنحه مبلغًا ماليًا كبيرًا. ظاهريًا، يبدو البرنامج إنسانيًا وملهمًا، لكن لو أمعنا النظر، سنجد أن هذه ليست سوى “ضربة معلم” تضمن له الآتي:
- استثمار بأرباح خيالية
- لنفترض أن تكلفة البرنامج 10 ملايين جنيه، فإن العائد الإعلاني في أول يوم من رمضان سيغطي هذا الرقم بالكامل، بل وقد يجني أضعافه خلال الشهر. فالمعلنون يتهافتون على البرامج ذات المشاهدة العالية، ورمضان يعرف جيدًا كيف يجعل برنامجه حديث الشارع.
- ضربة لرأس المنافسة
- توقيت البرنامج وقت الإفطار، وهو أكثر الأوقات مشاهدة في رمضان. وبالتالي، سيسحب جمهورًا كبيرًا من برامج المنافسين مثل رامز جلال، وربما يتحول برنامجه إلى عادة سنوية، مما يجعله المسيطر على هذا المجال في المواسم القادمة.
- ترسيخ صورة “بطل الغلابة”
- بغض النظر عن مدى صدق نيته، سيظهر رمضان أمام الجمهور وكأنه الأكثر إحساسًا بالفقراء، في حين أن الأمر ليس سوى أداة ذكية لتعزيز شعبيته. وبمقارنة سريعة، نرى أن أحمد العوضي – الذي حاول تقديم مسابقات وجوائز للفقراء خلال العام الماضي – وجد نفسه خارج المنافسة بعد أن جاء رمضان بفكرة أقوى وأوسع تأثيرًا.
الخداع الذكي: كيف يجعلك تصدق ما يريد؟
رمضان يلعب على الوتر العاطفي للجمهور، فيجعلك تعتقد أنه يوزع المال من جيبه الخاص، بينما الحقيقة أن الشركات الراعية والمعلنين هم من يدفعون، وهو مجرد وسيط يحصل على نسبة ضخمة من العوائد. ببساطة، هي معادلة رابحة بكل المقاييس، حيث يستفيد رمضان من الترويج لنفسه، بينما يظل الجمهور مفتونًا بصورته كبطل شعبي.
الخلاصة
محمد رمضان لا يعتمد فقط على موهبته، بل على ذكائه في توظيف الإعلام والدعاية لتحقيق مكاسب ضخمة، وكل ذلك في إطار “إنساني” يخفي وراءه حسابات دقيقة جدًا. إنه النموذج الأوضح لفن الخداع في العصر الحديث، حيث يُباع الوهم مغلفًا بالإحسان، ليبقى السؤال: هل نحن منخدعون أم أننا نحب أن ننخدع؟