برامج المقالب في رمضان: بين أصالة الكاميرا الخفية وإثارة رامز جلال

محمود العربي-بوابة الاقتصاد
تُعد برامج المقالب من الفقرات الرمضانية الثابتة، حيث كانت الكاميرا الخفية في الماضي تُدخل البهجة ببساطتها رغم ضعف إمكانياتها، بينما جاءت برامج رامز جلال بميزانيات ضخمة وإنتاج هوليوودي، لكنها أثارت الجدل بسبب مشاهد الرعب والمبالغة. فهل فقدت برامج المقالب براءتها؟
على مدار العقود الماضية، ظلت برامج الكاميرا الخفية عنصرًا ترفيهيًا رئيسيًا في شهر رمضان، تعتمد على أفكار بسيطة ومواقف طريفة تخدع الضيوف دون إلحاق أذى نفسي أو جسدي. كان الراحل إبراهيم نصر أيقونة هذا النوع من البرامج، حيث تميز بأسلوبه العفوي وشخصياته المحبوبة مثل “زكية زكريا”، التي رسمت البسمة على وجوه الملايين دون تكاليف إنتاجية ضخمة.
ومع مرور الوقت، تطورت برامج المقالب، وكان أبرز تحول لها مع ظهور برامج رامز جلال، التي تميزت بالإبهار البصري والإنتاج الضخم، لكنها في المقابل خلقت جدلًا واسعًا بسبب اعتمادها على عنصر الخوف والمواقف الصادمة التي قد تصل إلى حد القسوة. فبدلًا من الضحك التلقائي، بات المشاهد يترقب ردود فعل الضيوف بين الرعب والغضب، مما دفع البعض لاعتبارها “تنمرًا مقنعًا” أكثر من كونها مادة كوميدية.
الفرق الرئيسي بين الطريقتين لا يكمن فقط في الإمكانيات الإنتاجية، بل في الهدف الأساسي؛ فبينما كانت الكاميرا الخفية تسعى لنشر الضحك البريء، تسعى برامج المقالب الحديثة لإحداث صدمة بصرية وعاطفية للمشاهدين. لكن السؤال الأهم: أيهما أقرب لقلوب الجماهير؟ هل البساطة والتلقائية ما زالت مطلوبة، أم أن زمن الاستعراض والإثارة هو المسيطر؟
في النهاية، يبقى الترفيه هدفًا رئيسيًا في رمضان، لكن يبقى أيضًا التساؤل عن الحدود الأخلاقية لهذه البرامج، وعن مدى تأثيرها على الجمهور والفنانين على حد سواء. فهل نحتاج إلى استعادة روح الكاميرا الخفية القديمة، أم أن التطور الحالي هو انعكاس لذوق الجمهور المتغير؟